جزاك الله خيرا //
قال الغزالي في الإحياء: وإنما يضاعف عذاب العالم في معصيته؛ لأنه عصى من علم، ولذلك قال الله -عز وجل-: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار. لأنهم جحدوا بعد العلم، وجعل اليهود شرًّا من النصارى مع أنهم ما جعلوا لله سبحانه ولدا، ولا قالوا: إنه ثالث ثلاثة، إلا أنهم أنكروا بعد المعرفة إذ قال الله: يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وقال تعالى: فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين، وقال تعالى في قصة بلعام بن باعوراء: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، حتى قال: فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث. فكذلك العالم الفاجر فإن بلعام أوتي كتاب الله تعالى فأخلد إلى الشهوات، فشبه بالكلب، أي: سواء أوتي الحكمة أو لم يؤت فهو يلهث إلى الشهوات. انتهى .