لو صح الحديث بهذا اللفظ فإن العازب لو ذهب الى الجمعة من بعد صلاة الفجر لا يناله هذا الثواب بسبب جملة { من غسل واغتسل } ولذلك بعض المحققين من علماء الحديث ضعف هذا الحديث بهذا اللفظ
لو صح الحديث بهذا اللفظ فإن العازب لو ذهب الى الجمعة من بعد صلاة الفجر لا يناله هذا الثواب بسبب جملة { من غسل واغتسل } ولذلك بعض المحققين من علماء الحديث ضعف هذا الحديث بهذا اللفظ
درجة حديث: «من غسل واغتسل وبكر وابتكر»
سئل ابن باز رحمه الله : ما صحة حديث: من غسل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام ولم يلغ، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة عمل صيامها وقيامها ذكر صاحب الروض بأن رجاله ثقات؟
الجواب:
هذا حديث مشهور، والذي يظهر لي ويغلب على ظني أنه لا بأس برجاله، وهو يدل على التبكير إلى الجمعة والحرص على المبادرة إليها، والقرب من الإمام والإنصات واستماع الخطبة.
وجاء في هذا المعنى أحاديث كثيرة تدل على شرعية التبكير والمسارعة إلى الجمعة، والاغتسال فيها والطيب، والدنو من الإمام والإنصات، كل هذا من القرب العظيمة
(يرويه بن الحارث الذماري من رواية الحسن بن ذكوان عنه عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم وخالفه جماعة من الشاميين وغيرهم فرووه عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا فيه أبا بكر وهو الصواب) ..
هذا من جهة الإسناد ..
أما المتن فقد وقع فيه اضطراب!
فقوله: (كان له لكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها)
قال البيهقي أنه وهَم!
حيث قال في سننه:
(عن عثمان الشامي أنه سمع أبا الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس الثقفي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غسل واغتسل يوم الجمعة وغدا وابتكر ودنا واقترب واستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر قيام سنة وصيامها.
هكذا رواه جماعة عن ثور بن يزيد.
والوهم في إسناده ومتنه من عثمان الشامي هذا والصحيح رواية الجماعة عن الأشعث عن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم) انتهى
يعني أن الصواب فيه:
(غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام) ] منقول
[ حديث عبد الرزاق عن ابن جريج، عن عمر بن محمد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن سعيد الأسدي، عن أوس بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم الجمعة فغسل أحدكم رأسه ثم اغتسل ثم غدا وابتكر ثم دنا فاستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها كصيام سنة وقيام سنة"
ثم لايعرج أحد منهم غير واحد على حديث فيه من الفضل ما يعجز اللسان عن وصفه والعمل في الحديثين متقارب
والحيث مما يحتاجه كل مسلم
السبب الثاني
أن الحديث رواه جماعة عن أكذب الرواة في الدنيا مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشامي عن أوس بن أوس ومرة يرويه عن عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ عن أوس بن أوس رضي الله عنه فاحتُمل أن يكون هو مصدر الحديث
السبب الثالث
أن أبا الأشعث وإن كان ثقة في نفسه متقنا ولم يوصف بالتدليس إلا أنه يخشى أن يكون رواه بواسطته –وليس ذلك ببعيد- لاسيما وأنه شامي والكذاب الذي أفترى أربعة آلاف حديث منها هذا الحديث قطعا شامي أيضا والكلام يشبه كلام الكاذبين كما قال منهم اعلم الناس بالحديث إذا رأيت الأجر العظيم على العمل اليسير فاعلم أنه في العادة أن يكون من كلام الوضاعين–مع علمهم أن الله أكرم الأكرمين –
ولهذ السبب لم يخرج البخاري لأبي الأشعث أي حديث
قال الذهبي عنه ولم يخرج له البخاري لأنه لا يكاد يصرح باللقاء
السسبب الرابع
أن أن أبا الأشعث روى الحديث عن أوس ابن أوس بالعنعنة على الصحيح بلا شك
فزاد احتمال الواسطة بينهما
وإليكم بيان ذلك
فقد رواه بالعنعنة
جماعة عن يحي بن الحارث عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ
وخالفهم الوليد فقط فقال سمعت –والوليد ثقة ولكنه كثير الخطأ كما قال الإمام أحمد
ورواه أيضا بالعنعنة
(محمد بن مصعب وهقل بن زياد) عن الأوزاعي عن حسان بن عطية، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ
وتابعماأيضا بالعنعنة
ابن المبارك في رواية (حِبَّانُ بْنُ مُوسَى وَيحْيَى بْنُ آدَمَ) و إحدى الروايتين عن إبن أبي شيبة عنه
ورواه (مٍُحَمَّدُ بْنُ حَاتِم و مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِل وُعبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) وابن أبي شيبة في الرواية الأخرى عن ابن المبارك عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ بالتحديث
فبان أن رواية التصريح بالسماع شاذة لايجوز الإعتماد عليها مطلقا وأن الصحيح هو أن رواية أبي الأشعث عن أوس ابن أوس إنما هي بالعنعنة فقط
ولعله لهذه الأسباب قال الذهبي عن هذا الحديث وله علة مهدرة وقال ابن كثير ومنهم من علله
ملاحظة
1 - أختلف في وقت وفاة أبي الأشعث فموته قديما جدا غير مسلم به
2 - قدوردت روايات أخرى ولا تصح
مثل الرواية عن عبادة بن نسي فالصحيح أنها من طريق محمد بن سعيد فلا عبرة بها
وما ورد من رواية سعيد بن أبي هلال عن عبد الله بن سعيد عنه فخطأ أيضا وإنما هو محمد بن سعيد
ومثل رواية أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] منقول