هل يكون محفز لتحرك السهم
 

أنهت اتفاقية زراعية وقعها أمس وزيرا الزراعة السعودي والأسترالي في الرياض مسلسلا من الاختلافات في وجهات النظر حول دخول المواشي الأسترالية للسوق السعودية دامت بين شد وجذب قرابة الثلاث سنوات.
وبصم على الاتفاقية من الجانب السعودي الدكتور فهد بالغنيم و الدكتور وارن تروس وزير الزراعة ومصايد الأسماك والغابات الأسترالي.
وتسببت بعض القوانين المعمول بها في السعودية لفسح الواردات من المواشي الحية في خلافات أعقبها رفض سعودي للتنازل عن تلك القوانين وإصرار أسترالي على إلغاء بعض تلك الإجراءات لتقتضي المصلحة المشتركة إيجاد اتفاقية محددة يتم بموجبها استئناف استيراد المواشي، والتي منها تجهيز محاجر زراعية تدار من قبل القطاع الخاص للكشف عن تلك المواشي.
وعلق الوزير بالغنيم عقب التوقيع، بأن الأشهر الماضية شهدت تعطيلاً لتصدير الأغنام من أستراليا لأسباب تعود لاختلافات في وجهات النظر بين الجانبين، إلا أنه كانت هناك قناعة قوية بأهمية تجارة الأغنام الحية للبلدين، ما تطلب ضرورة التوصل إلى اتفاقية توضح العلاقة في هذه التجارة وتضع تحسباً لأي مشاكل قد تطرأ في المستقبل.
وأضاف '' تعتبر مذكرة التفاهم الجديدة بداية لمرحلة جديدة من العلاقة في تجارة الأغنام بين المملكة وأستراليا، ونتطلع أن تساهم في خدمة السوق المحلية من خلال توفير الأغنام بأسعار مناسبة، بجانب خدمتها لرجال الأعمال المهتمين بهذا النوع من التجارة، مشيراً إلى أن المذكرة قصرت التعامل لاستيراد الأغنام الأسترالية على محجر ''الخمرة'' في جدة، حيث قامت الوزارة بالتعاون مع القطاع الخاص بتطوير المحجر الذي سيكون جاهزاً للعمل خلال أسبوعين أو شهر من الآن.
وتقضي الاتفاقية وفقا للوزير بالغنيم، ضرورة حصول التجار الراغبين في استيراد الأغنام من أستراليا، على فسح بالاستيراد من وزارة الزراعة، والرفع بطلبه إلى الجهات المختصة في أستراليا للحصول على تصريح بالتصدير وضمان أن الأغنام التي ستصدر للمملكة تقع ضمن المواصفات التي وضعتها السلطات المعنية في البلاد. وأوضح الدكتور بالغنيم أن هناك مساع حثيثة لزيادة دعم هذه الاتفاقية تتمثل بطلب من جيبوتي يتضمن رغبتها إنشاء محجر على مواصفات عالية، بهدف وضع الأغنام التي تستوردها من الدول المحيطة في هذا المحجر للتأكد من سلامتها وتصديرها إلى السوق السعودية والأسواق الأخرى، وقد توجه وفد فني سعودي لزيارة جيبوتي والوقوف على التنظيمات الجديدة في هذا الخصوص.
وحول طرح الوزارة محاجرها الجديدة أمام القطاع الخاص لتشغيلها، أكد وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم أن محجر وزارة الزراعة في الحديثة شمالي المملكة تحت التنفيذ وأنه سيتم قبل الانتهاء منه البدء بإجراءات جديدة لاختيار القطاع الخاص بهدف القيام بتشغيله، لافتاً إلى رصد مبلغ 32 مليون ريال لتطوير المحجر الواقع في ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، وأن الوزارة تقوم في الوقت الراهن بإجراءات اختيار الموقع وعمل التصاميم لبدء تنفيذه وطرحه للقطاع الخاص بعد ذلك لتشغيله.
وأنهت السعودية تجهيز محجر الخمرة الزراعي جنوب جدة بعد أن تم طرحة كأول محجر للقطاع الخاص، والبالغ تكاليف إنشائه نحو 60 مليون ريال (16 مليون دولار)، وذلك استعداد لاستئناف استيراد المواشي الأسترالية، إضافة إلى محجري الحديثة الواقع على الحدود السعودية الأردنية وذلك لفحص المواشي التي يتم استيرادها من سورية والأردن وتركيا، والمحجر الزراعي الثالث الواقع على ميناء الملك عبد العزيز في الدمام شرق السعودية اللذين ما زالا في مرحلة التقييم للانتهاء من دراستهما ومن ثم طرحهما للقطاع الخاص وفق ما تراه وزارة الزراعة السعودية.
وعلقت المبيعات من الأغنام الأسترالية للسعودية التي تعد أكبر أسواق الصادرات الأسترالية إثر خلاف حول سلامة شحنة تحوي 58 ألفا من الأغنام الحية في البحر مدة طويلة وفي عام 2002 اشترت السعودية حوالي 18 مليون رأس من الأغنام من أستراليا أي ما يقرب من 30 في المائة من إجمالي صادرات أستراليا من الخراف الحية في ذلك العام.
وأعلن وارين تروس وزير الزراعة الأسترالي أمس أن هذه المذكرة هي إشارة فورية لانطلاق تجارة الحيوانات الحية بين البلدين من جديد.
ووفقا لإحصاءات سابقة فإن الصحراء الوسطى الأسترالية تحوي أكثر من نصف مليون جمل ـ وهي مجموعة صغيرة إذا ما وضعنا في الاعتبار وجود 30 مليون رأس ماشية 100 مليون من رؤوس الأغنام. وبسبب الزيادة الكبيرة في أعداد هذه القطعان تطالب جماعات المحافظة على البيئة للمطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة حيال تهديداتها للبيئة المحلية.
وروجت تقارير صحفية دولية أن أستراليا تحاول التخلص من قطعانها ذات الأعباء البيئية والتكاثر السريع من خلال إرسال الجمال الحية إلى مناطق مثل السعودية والإمارات العربية وبروناي وماليزيا.
ونشرت وكالة رويترز تصريحا لبيتر كوريش رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين في أستراليا قال فيه إن على الحكومة الأسترالية بذل جهود دبلوماسية لحمل السعودية على توقيع اتفاق يقضي بأنه طالما تم تحميل أغنام اشترتها المملكة على سفينة في أستراليا يجب أن تفرغ شحنة السفينة في المملكة.
وجاء ذاك التصريح على أعقاب مفاوضات الحكومة الأسترالية مع عشر دول لإقناعها بقبول شحنة سفينة تضم ما يزيد على 50 ألف رأس من الأغنام هائمة في مياه الخليج بعد أن رفضتها السعودية قائلة إنها تحتوي على نسبة أعلى من المسموح به من الأغنام المريضة. وكانت وزارة الزراعة قد اتخذت خطوات احترازية تتزامن مع وقف استقبال المواشي الأسترالية تتمثل بفتح قنوات توريد بديلة منها الأرجنتين وقبلها سورية ردا على منع أستراليا السماح بتصدير الماشية لحين إيجاد آلية جديدة مع الجانب السعودي.