logo

قديم 17-05-2008, 10:59 AM
  المشاركه #1
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 553
 



قبل علاج أية حالة هناك بعض الخطوات والقواعد المهمة التي يجب الإلمام بها، نذكر لك هنا عناوينها

(1) الفراسة والتأمل لمعرفة المصاب بالعين بعلامات معيّنة .
(2) تشخيص نوع المرض مهم قبل الشروع في العلاج .
(3) القرآن علاج لكل شيء من الأمراض النفسية والعضوية .
(4) القراءة التصوّر يّة والخشوع والتفكّر أثناء القراءة .
(5) الشفاء بيد الله وحده والعلاج سبب .
(6) العين هي السبب الغالب لكثير من أمراض الناس وغيرها استثناء.



الخطوة الاولى:


الفراسة

قال تعالى:( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) الحجر 75 ، وهي منزلة من منازل: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة 5 ، كما أشار إليها العلامة ابن القيم في كتابه : مدارج السالكين([1]) (حيث قال مجاهد للمتفرسين , وقال ابن عباس رضي الله عنهما : للناظرين , وقال قتاده : للمعتبرين , وقال مقاتل : للمتفكرين ).
والفراسة :الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة. ([2]) والذي يعنينا هنا حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال : « استرقوا لها , فإن بها النظرة » ([3]) .
أما السَّفْعَة : فقال ابن حجر في فتح الباري : ( قال إبراهيم الحربي : هي سواد في الوجه , وعن الأصمعي : حمرة يعلوها سواد , وقيل: صفرة , وقال ابن قتيبة : لون يخالف لون الوجه , وكلها متقاربة , فان كان أحمر فالسفعة سواد صرف , وان كان أبيض فالسفعة صفرة , وان كان أسود فالسفعة حمرة يعلوها السواد ) ([4]). فلابد من النظر إلى وجهه , هذا إذا كان رجلا ً فقط , أما المرأة فلا يجوز النظر إلى وجهها إلا إذا كان الراقي محرما ً لها .



--------------------------------------------------------------------------------

( [1]) مدراج السالكين 2/284.
( [2]) الفراسة للرازي ص27 .
[3]) أخرجه البخاري 10/171 في الطب , ومسلم 2197 في السلام .
( [4]) فتح الباري 10/212 .

__________________________

الخطوة الثانية:
(2) تشخيص نوع المرض

إن ممارسة الضرب أو الخنق أو السُّعوط أو الكهرباء من أول وهلة غير مجدية , بل قد تؤدي إلى عواقب وخيمة سواء للراقي أو المرقي عليه , فالتدرج في العلاج مطلوب، لأن دخول هذا الجني كلياً أو جزئياً من المنكر الذي يغيّر بحسب درجات المنكر , والبدء بالقراءة على المريض بحد ذاتها عملية شفائية , وفي الوقت نفسه دعوة لهذا الجانّ المتلبس إلى الهداية . ولو تمعنا في بعض الحالات المرضيّة ( المصابة بجان ) وكيف عالجها رسول الله صلى الله عليه وسلم , لعرفت الحكمة والأثر في ذلك , فمن ذلك :
(1) أخرج أحمد في مسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : « أن امرأة جاءت بابن لها قالت : يا رسول الله: إن بابني هذا جنوناً,وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيفسد علينا,قال : فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره و دعا له ؛ فثعّ ثعة ً (أي سَعل) ، فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى»([1]) .
(2) واخرج أحمد من حديث أم أبان بنت الوازع, عن أبيها: أن جدّها انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن له مجنون , فقال : « أ دنه مني , واجعل ظهره مما يليني »، فأخذ بمجمع ثوبه من أعلاه وأسفله, فجعل يضرب ظهره ويقول : « اخسأ عدو الله »، فأقبل ينظر نظر الصحيح . وفي رواية ابن ماجه عن عثمان بن أبي العاص بلفظ: «اخرج عدو الله » ([2]).
(3) أخرج البيهقي في دلائل النبوة من حديث طويل عن أسامة بن زيد قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجة التي حجها فأتته امرأة ببطن الروحاء بابن لها , فقالت يا رسول الله هذا ابني ما أفاق من يوم ولدته إلى يومه هذا , فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها , فوضعه بين صدره وواسطه الرحل , ثم تفل في فيه وقال : « اخرج يا عدو الله فإني رسول الله » ، قال : ثم ناولها إياه وقال : « خذيه فلا بأس عليه » ([3]).
(4) روى أبو يعلى عن حنش الصنعاني عن عبد الله بن مسعود انه قرأ في أذن مبتلى فأفاق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما قرأت في أذنه؟ » قال: قرأت )أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً.. ( إلى آخر سورة المؤمنون 115-118 . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لو أن رجلا ً موفقا ً قرأ بها على جبل لزال! » . قال الهيثمي : وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح ([4]).
فهذه التعددية في العلاج , تبيّن التعددية في أسباب الحالات وطرق العلاج , وهذا يوضح لنا سبب فشل بعض القراء في العلاج ؛ لاعتمادهم على حالة واحدة فقط .




--------------------------------------------------------------------------------

([1]) مسند الإمام أحمد 1/254 .
([2]) أخرجه ابن ماجه في كتاب ا لطب رقم 3548 .
([3]) أخرجه البيهقي 6/24.
([4]) مجمع الزوائد (5/115) .

--------------------------------

القرآن علاج لكل شيء
الخطوة الثالثة:

(3) القرآن علاج لكل شيء

الأصل في التداوي هو: أن يكون بالقرآن ، ثم بالأسباب الدوائية حتى في الأمراض العضوية، لا كما يزعمه جهلة القراء، من أن مَن كان مرضه عضوياً فليذهب إلى المستشفيات، ومن كان مرضه نفسياً فليذهب إلى العيادات النفسية، أما إن كان مرضه روحياً فعلاجه بالقراءة !! فمن أين لهم هذا التقسيم؟ ؛ فالقرآن طبّ القلوب ودواؤها، وعافية الأبدان وشفاؤها، قال تعالى: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء )الاسراء 82. وانظر إلى كلمة شفاء، ولم يقل: دواء ؛ لأنها نتيجة ظاهرة، أما الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي.

يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد: ( فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدّعها، أو على الأرض لقطّعها؟ فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه، فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله ) ([1]) .



ولابد من اليقين وحسن الظن بالله: ( لأن من شروط انتفاع العليل بالدواء قبوله واعتقاد النفع به ) ([2]) ، ولا يجرب كلام الله لأن هذا خلل في الاعتقاد، فلو جرّب ماء زمزم مثلاً لم ينتفع به، فلابد من اليقين واعتقاد النفع به بإذن الله .



والحديث عن علاج القرآن للأمراض العضوية يطول ولكن أضرب بعض الأمثلة :


هناك عدد من الأمراض (عضوية أو نفسية) ، للشيطان دور كبير في استفحالها ، وذلك لأن له تحكّماً في جريان الدم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم » ([3]). فمن ذلك :



الغضب : وهو أساس لكثير من الأمراض، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال: أوصِني، قال: « لا تغضب »، فردد مراراً، قال: « لا تغضب ». ([4]). وأثره في البدن واضح ؛ فالقرحة المعدية والحرقان المصاحب لذلك والقولون العصبي ناتج عن الغضب الشديد، والسكر عند بعض الناس ناشئ عن القلق الذي سببه الغضب، وعدد من الأمراض الباطنية وغيرها من أمراض الرأس من الصداع والجلطة والسكتة الدماغية والشلل المفاجئ، وأمراض القلب والذبحة الصدرية وغيرها، للغضب دور كبير في نشوئها أو تفاقمها، وهو أساس كل شر. والغضب من الشيطان، قال تعالى: ) وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ( ص 41. حتى قيل : إن أيوب - عليه السلام - أُصيب بجميع الأمراض البدنية والنفسية، فقوله: ) بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ( أي: (بتعب وألم لمرضه وعذاب نفسي ونسب ذلك إلى الشيطان، لأنه السبب، وتأدباً مع الله ) ([5]) .



وقد تمت بحمد الله القراءة على كثير من الأمراض، وبخاصة المستعصية منها، والتي ربّما سببها الشيطان، مثل: السرطان، والجلطة، والربو المزمن، والشلل الرباعي، والعقم، والسكر، والقلب، وغيرها، وتم الشفاء منها بفضل من الله ومنّة، ومثلها مرض: عدم انتظام الدورة (الحيض) عند بعض النساء، سواء بالتأخر أو بالطول دونما سبب معروف، سببه الجان، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك مرتين، ففي الإجابة الأولى قال: « ذاك عرق » ([6])، وفي الإجابة الثانية عندما سألته حمنة بنت جحش وقالت: كنتُ أستحاضُ حيضة شديدة، فقال: « إنما هي ركضة من ركضات الشيطان » ([7]) . فيحاول الشيطان أن يطيل فترة الحيض إما بحجز بعض الدم ثم يسمح بنزوله بعد انتهاء العدة حتى لا تصلي المرأة ولا تقرأ القرآن!، وإما أن يجرح المكان حتى يوهم المرأة فلا تستطيع أن تميّز الدم فتتوقف عن الصلاة، ومثله مرض الشلل ، فالجن يمسك الأعضاء المصابة بالشلل عند بعض المرضى فيوقف حركتها ويصاحب ذلك أعراض منها: اكتئاب نفسي مع ضيق وصداع مستمر، فإذا قُرئ عليه شعر بتنمّلٍ في الجزء المصاب بالشلل،وإذا لم يشعر بتنمّل فسببه مغادرة الجن هذا الجسم بعد أن أتلف الأعصاب وبنى الجسم على ذلك فنشأ بعد فترة طويلة على هذه الحالة،وهذه من الحالات المستعصية التي تحتاج إلى صبر وقراءة مستمرة بنية الشفاء من الله، ومثلاً: أمراض الجهاز الهضمي والعصبي والعظمي فعلاجها بأن يضع الراقي يده على مكان الألم ويقول: « أعوذ بقدرة الله وعزته من شر ما أجد وأحاذر » سبع مرات ([8]) ، فيذهب الألم بإذن الله .

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

قسم الطب وخبرات التداوي وطب الأعشاب

 
 
قديم 17-05-2008, 11:12 AM
  المشاركه #2
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 553
 



أما الأمراض النفسية ([9]) فمنها:



انفصام الشخصية : وهو مرض ذهاني خطير يعالجه الأطباء النفسيون بالحبوب والإبر، ويقلّ أن يعود المريض معافى تماماً، وقد نفع الله كثيراً ممن أصابهم المرض بالرقية الشرعية فرجعوا للصحة والعافية .



الوسوسة : أحد الأمراض التي ربّما سببها الجن (وهي محاولة لقطع الاتصال بين العبد وخالقه)، تبدأ في الوضوء وتنتهي في التشكيك في العقيدة، وعلاجها:



أولاً: الوسواس الفكري وعلاجه : ذكر الله، وأن لا يلتفت للوساوس ، بل يخالفها ، ويستعيذ من الشيطان وينفث عن يساره ، ويُشغل نفسه وفكره بالذكر والعمل النافع والاجتماع بالإخوان وصلة الرحم.



ثانياً: الوسواس الحسي: ( وهو ما يعرف بالوسواس القهري عند علماء النفس )، وهو أشد من الفكري حيث يجد آلاماً متفرّقةً في جسده . وعلاجه : - إضافة لما سبق - عليه بمعالجته حسياً: بأن يتحرك وينفض عنه الكسل بزيارة الأقارب والاجتماع مع الإخوان وصلة الأرحام، والاغتسال بالماء البارد لتنشيط الدورة لدموية والتمارين الرياضية والسفر وإشاعة روح التفاؤل بالابتسام في وجه أخيه والرضا بقضاء الله وقدره، وهو بمثابة المجاهد في سبيل الله، قال الله تعالى على لسان أيوب عليه السلام: ) وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَ يّوْبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ( ص 41، فلم يقل له الله عز وجل اذكر الله لطرده، لأنه وسواس حسي فلابد له من فعل حسي، بل قال الله تعالى له: )ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ( ص 42. والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما يقرره الأصوليون .



وانظر إلى فعل الإمام أحمد - رحمه الله - ، فقد روى عنه تلميذه أبو بكر المرورُّذوي قال: خرجت مع أبي عبد الله... إلى المسجد، فلما دخل قام ليركع فرأيته وقد أخرج يده من كفّه وقال هكذا - وأومأ بإصبعيه يحركهما - ، فلما قضى الصلاة قلت: أبا عبد الله رأيتك تومئ بإصبعيك وأنت تصلي؟ قال : إن الشيطان أتاني فقال: ما غسلتَ رجليك، قلت: بشاهدين عدلين([10]).



ولا يمنع من استعمال الحبوب النفسية إن اضطر إليها، فهي مهدئة وقتية وليست علاجاً حاسماً بل هي من الأسباب المادية المأمور بها شرعاً وتضم إلى الأصل الدوائي وهي الرقية الشرعية.



الاكتئاب : علاجه المكث في المسجد، قال النبي صلى الله عليه وسلم:« وجعلت قرة عيني في الصلاة » ([11]). وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة. والجن تحاول أن تعزل الإنسان وحده حتى تتحكم فيه، ولذلك نُهي عن الوحدة في النوم واليقظة والسفر فإذا عجزت الشياطين عنه عزلتهُ عزلةً شعورية، فلا يحس بوجوده عند الناس، فيكثر سرحانه ويتشتت فكره .



والحديث في علاج الأمراض العضوية والنفسية بالقرآن يطول ، ويرجع في ذلك إلى كتاب زاد المعاد ([12]) لابن القيم، ويكفي أن تعرف كيف كان يعالج شيخ الإسلام ابن تيمية الأمراض العضوية بالقرآن حينما كتب على صاحب نزيف: )وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( هود44 . فبرأ بإذن الله ([13]) .



فانظر إلى عظمة كلام الله وإنها ليست خاصة بالطوفان، فشبه الشيخ الإنسان بالأرض،وهذا بحد ذاته منهج قائم للعلاج القرآني، فخذ كلمة أرض في القرآن وقس عليها الإنسان: فللأمراض العصبية والروماتيزم اقرأ عليها قوله عز وجل: )وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ ` وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ` وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ( الانشقاق 3 - 5 ، وللأمراض الصدرية: ) أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ` وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ` الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ ( الشرح 1 - 3 ، وللأمراض الباطنية: ) إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ( الزلزلة 1. وهكذا ([14]).



وحاصل الباب قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة حينما دخل عليها وامرأة تعالجها فقال: «عالجيها بكتاب الله» ([15])



q تنبيه مهم: لا يفهم مما سبق ترك الأسباب الدوائية! كالذهاب إلى المستشفيات لتشخيص وعلاج الأمراض عموماً، لكن الأساس في علاج أي مرض هو القرآن الكريم وما ورد من الأدعية،ويضم إليه السبب الدوائي لأنه مأمور به، ولكن لابد من اليقين بأن الشفاء من الله، وإذا نزل الشفاء نفع الدواء بإذن الله وليس العكس! لأن الله تعالى يقول: ) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ( الشعراء 80 .



فالدواء سبب من الأسباب الشفائية، وقد أشار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث إلى هذا مثل: « لكل داء دواء ن فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن الله عز وجل »([16]).



وقال: « إن كان في شيء من أدويتكم خيرٌ ففي شرطة محجم أو شربة عسل »([17]) ، فقوله:« إن كان في شيء من أدويتكم خير»، وقد لا يجعل الله فيه خيراً لأنها مجرد أسباب دوائية والأصل: الرقية الشرعية .



وقال: « عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام، والسام الموت » ([18]) ، وقال للرجل الذي استطلق بطنُه : « أسقه عسلاً » ([19]) .



وعن أسامة بن شريك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ قال: « نعم عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، غير داء واحد، وهو الهرم » ([20]) .






قديم 17-05-2008, 11:15 AM
  المشاركه #3
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 553
 



فقوله:« تداووا» أي استعملوا الدواء،ولكن هذا الدواء بحد ذاته لا يشفي إنما هو مجرد سبب فقط .



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) زاد المعاد 4/352 .

([2]) زاد المعاد 4/98 .

([3]) متفق عليه .

([4]) رواه البخاري 10 / 519 .

([5]) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ، حسن علي كريمة ص 132 .

([6]) أخرجه أبو داود (286) .

([7]) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح . انظر صحيح سنن الترمذي للألباني 1/40 .

([8]) صحيح مسلم 14/189 .

([9]) الفرق بين المرض النفسي و المس الشيطاني : أن المرض النفسي وهي الانفعالات إذا بولغ فيها أصبحت مقدمات للمس الشيطاني لأن الشيطان لا ينطلق إلا على عصب ثائر لذلك نُهي الإنسان أن ينام وحده ، وأن يسافر وحده لان « الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب» ،كما ورد في الحديث .

([10]) مناقب الإمام احمد لابن الجوزي تحقيق د.عبد الله التركي ص 245.

([11]) مسند الإمام أحمد 5/364 .

([12]) زاد المعاد ج4/كتاب الطب .

([13]) زاد المعاد 4/358 .

([14]) هذه مجرد أمثلة ، وهذه الآيات تقرأ على هذه الأمراض وغيرها ،كما تُقرأ على هذه الأمراض أي آيات أخرى.

([15]) السلسة الصحيحة للألباني (1931) .

([16]) رواه مسلم 14/191.

([17]) روه البخاري 7/159.

([18]) رواه البخاري 7/160.

([19]) رواه البخاري 7/159.

([20]) صحيح سنن الترمذي للألباني 2/202.
-----------------------------------------------------


الخطوة الرابعة:

(4) القراءة التصوّريّة :

فلا يكفي مجرد القراءة، بل لابدّ من تصوّر معاني الآيات والتأثر بها، وإذا أردت معرفة قوة هذه القراءة على الجان أو على الأمراض العضوية فتصور تلك المعاني العظيمة، فهي على الجان مؤثرة ([1])، وعلى المرض العضوي شافية، وانظر إلى طريقة شيخ الإسلام السابقة كيف تصوّر تصوّراً علاجياً لمرض النزيف وشبّه الأرض بالإنسان، وأن هذا النزيف بلعته تلك الأرض، وأن مصدر النزيف أقلع، وأن النزيف غاض، وأن الأمر قُضي وانتهى! وبالفعل انتهى!


وإذا أردت أن تخشع في صلاتك وقراءتك ورُقيتك فاقرأ كما كان الصحابة يقرءون: كان أحدهم يتصور الجنة عن يمينه فيحسّ نعيمها، وعن شماله يتصوّر النار بسمومها وعذابها فيحسّ بأثرها فيتعوذ منها، ويتصوّر عرش الرحمن أمامه فيُغشى عليه، وتسمع لصدورهم أزيزاً كأزيز المرجل من الخشوع، ويفقد إحساسه بهذه الدنيا حتى لو سقط جدارُ المسجد لم يُحسّ به! نريد هذا التصور وهذا اليقين فتُشفى والله أمراضنا كلها، فهذا القرآن لو أُنزل على جبل لصدّعه، أفلا يُصلح جسماً من لحم ودم !!





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) وهي أن يرقي المريض بنية شفاء هذا المريض مع نية الدعوة لهذا الجان المتلبس به فيتأثر هذا الجان بسرعة عجيبة ويستجيب دون مخاطبة، وعلامة ذلك راحة المريض بعد الرقية لا أن يتعب كما يحصل عند كثير من الرقاة وهذا سببه التصور الخاطئ من إحراق وتعذيب دون التفكير في هداية هذا المتلبس وخروجه دون مخاطبة ..




------------------------------------------------------------------


الخطوة الخامسة:
(5) الشفاء بيد الله وحده
قد تتكامل الأسباب من قراءة القرآن وتعاطي الأسباب الدوائية، ووجود الاستعداد عند المريض لتقبل العلاج القرآني أو الدوائي، ومع ذلك لا يشفى المريض! فليس لازماً أن يقع الشفاء ، لأن فوق كل هذه الأسباب إرادة المسبّب وهو الله عز وجل ، وهذا واضحٌ في مناحي الحياة كلها، فقد يحصل مثلاً زلزال في بلد ما، ويشاء الله وقوع عمارة، فيموت أُناس، ويحيا آخرون مع أنهم مروا بالظروف نفسها التي مرّ بها الذين ماتوا، كذلك قد يتمّ تكامل الأسباب في سحر إنسان معين ومع ذلك لا يقع عليه السحر، لأن الله تعالى يقول: (وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ) البقرة 102،وقد يشاء الله بقاء المرض مع تكامل الأسباب لحكمة يريدها من تفويض الأمر لله، ومن تمحيص لذنوب العبد، ومن الابتلاء لهذا العبد لأن الله يحبّه، كما حصل لنبّينا إبراهيم - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - حينما ألقي في النار ووقع بالفعل في النار، وقد لامسه حرّها ، في هذه اللحظة يقول الله عز وجل للنار: ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) الآنبياء 69 ،أي قلنا: يا نار، وإبراهيم في النار.

ولكن ما هو وقع قراءة القرآن على المبتلى؟ إنه يُنزل على صدر المريض برد العافية ويقين الصبر بموعود الله وهو الشفاء، فترتاح نفسه مع وجود هذا العناء .

------------------------------



الخطوة السادسة:
(6) العين السبب الغالب لكثير من أمراض الناس وغيرها استثناء:

ودليلنا على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: « أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين»([1]) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: « العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر » ([2]) .

ونحن نجد الناس يموتون بأمراض وعلل متنوعة كالأمراض المعدية والسرطانات والحوادث وغيرها فكثير من هذه الأمراض والعلل سببها العين بعد قضاء الله وقدره.

ومن خلال الفراسة في البحث السابق: ( السفعة ) : وهي صفار الوجه وشحوبه، تدرك أن غالبية المرضى مصابون بعين وهي النفس والحسد، ولا مشاحّة في الاصطلاح، سمِّها ما شئت، وعلاجها بإذن الله سهل وسوف يأتي شرحه بإذن الله.

ويخطئ كثير من المعالجين هداهم الله بإحداث البلبلة وشحن فكر هذا المريض أن فيه سحراً أسودَ أو أحمرَ، أو جاناً مسيطرين عليه سفلياً كان أم علوياً!، مما يجعله ييأس من رحمة الله، وتعذيبه بالضرب والخنق، وتسليط الجن عليه بالوساوس، فليس هذا من الدين في شيء، فليتق الله هؤلاء الرقاة، ولئلا يكونوا عوناً للشيطان على أخيهم.

أما السحر فموجود، لكن ليس كانتشار العين ، وغالبه جاء مع العمالة الوافدة ، ومن الملاحظ أن أماكن انتشار السحر هي مواقع اليهود بدليل سحر لبيد بن الأعصم اليهودي لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومواقع البحار والأنهار حيث إن إبليس يضع عرشه على الماء ويبعث سراياه للإفساد بين الناس([3]) .

أما العشق ( عشق الجان ) فهو قليل ، وكذلك الإيذاء لأجل الإيذاء فموجود ، وقد يكون السبب إيذاءً متبادلاً، وعلاجه بالرقية الشرعية أيضاً، و يحتاج إلى وقت وصبر وينفكّ عنه بمشيئة الله.

هذه أهم الخطوات والقواعد ([4]) التي يجب التقيد بها أثناء الرقية على المريض والله أعلم.




--------------------------------------------------------------------------------

([1]) حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح 10/214 ، والسخاوي في المقاصد الحسنة 470 ، والألباني في السلسلة الصحيحة 747 .
([2]) أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/90 والخطيب البغدادي في تاريخه 9/244 عن جابر t والألباني في صحيح الجامع (4023) .
([3]) رواه مسلم (2/153).
([4]) ومن أراد التوسّع فكتاب "قواعد الرقية الشرعية" للمؤلف يفي بالغرض إن شاء الله، فيرجع إليه من أحب ذلك.

منــــقـــــول الفائدة




قديم 23-05-2008, 10:10 PM
  المشاركه #4
عضو هوامير المؤسس
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 2,132
 



مشكوووووووووووووووووووووووووووور و جزاك الله خير



قديم 24-05-2008, 04:10 PM
  المشاركه #5
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 440
 



جزاك الله عنا خير الجزاء ووضعه فى ميزان حسناتك



قديم 24-05-2008, 08:29 PM
  المشاركه #6
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 1,767
 



بارك الله فيك



قديم 26-05-2008, 09:22 PM
  المشاركه #7
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 2,645
 



بارك الله فيك



قديم 10-01-2014, 09:00 PM
  المشاركه #8
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 3,131
 



بارك الله فيك



قديم 19-01-2014, 03:05 AM
  المشاركه #9
ابو ماجد
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 78,512
 



بارك الله فيك



قديم 05-02-2014, 03:46 PM
  المشاركه #10
عضو موقوف
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 10,063
 



رد: قواعد العلاج من العين ( مهم حدا جدا )



قديم 04-03-2014, 09:38 PM
  المشاركه #11
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 63
 



جزاك الله خيرا

هل من الافضل ان يرقي الانسان نفسه ام يبحث عن قارئ حافظ لكتاب الله.







الكلمات الدلالية (Tags)

من

,

مهم

,

العلاج

,

العين

,

جدا

,

يدا

,

قواعد



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



11:09 PM