logo



قديم 06-11-2016, 06:46 PM
  المشاركه #1
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



بسم الله الرحمن الرحيم

"" الحصن من السحر ومن نزغات الشيطـــــــــــــــــــــان ""

فان المسلم المتوضئ لا يؤثر فيه السحر فعن ابن عباس رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال طهروا هذه الأجساد طهركم الله فانه ليس من عبد يبيت طاهراً إلا بات في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال اللهم اغفر لعبدك فأنه بات طاهراً
(رواه الطبراني في الأسط بإسناد جيد)

الحصن الثاني المحافظة على صلاة الجماعة

أخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه وابن مردويه عن
أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثة في قرية ولا بد ولا تقام فيهم الصلاة
إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية".فأما المحافظة على صلاة الجماعة في مأمن من الشيطان والتهاون فيما يجعل الشيطان يستحوذ على الإنسان ويكون فريسة له.

الحصن الثالث ذكر الله عند كل شيء تفعله

ذكر احد العلماء أن ابا هريرة قال التقى شيطان المؤمن وشيطان الكافر فإذا شيطان الكافر ممتعاً سمين كاهل وشيطان المؤمن مهزول ضعيف أشعث عاري . فقال شيطان الكافر لشيطان المؤمن مالي أراك مهزولاً قال أنا مع رجل إذا اكل ذكر الله فأظل جائعاً وإذا شرب ذكر الله فأظل عشطاناً وإذا لبس ذكر الله فأظل عرياناً وإذا دهن ذكر الله فاظل شعثاً فقال شيطان الكافر لكني مع رجل لا يفعل شيئاً من ذلك فأنا أشاركه في طعامه وشرابه لأنه لا يذكر الله عند المأكل والمشرب والملبس وهذا ما يتمناه الشيطان نعوذ بالله منه.

الحصن الرابع قيام الليل

عن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه؛ قال ذُكِرَ لرَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ رجلٌ نامَ ليلة حتى أصبح. قال: (ذلك الشيطان بال في أذنيه).‏ (رواه البخاري ومسلم)

وروى سعيد بن منصور رضي الله عنه عن عبد الله بن عمر ما أصبح رجل على غير وتر إلا وأصبح على رأسه جرير قدر سبعين ذراعاً. (قال عنه الحافظ في الفتح سنده جيد)

الحصن الخامس

أن تاكل سبع تمرات عجوة على الريق إن استطعت أن يكون من تمر المدينة فهذا هو المطلوب إذا توافر لديك لقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من اصطبح بسبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر. (رواه البخاري)

الحصن السادس الاستعاذة عند الدخول في الصلاة

وعن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قمت إلى الصلاة كبر ثم قل وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وانا من المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا انت أنت ربي وانا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنوبي واغفر لي ذنوبي جميعاً أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واصرف عن سيئها لا سصرف عني سيئها إلا انت لبيك وسعديك والخير كله في يدك والشر ليس إليك وانا بك وإليك تباركت وتعاليت استغفرك وأتوب إليك. (ذكره أحمد ومسلم والترمذي وأبو داود)

الحصن السابع تجنب الغضب

وروي أيضا عن أبي وائل القاص قال: دخلنا على عروة بن محمد السعدي فكلمه رجل فأغضبه؛ فقام ثم رجع وقد توضأ، فقال: حدثني أبي عن جدي عطية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ). (ذكره أبو داود)

الحصن الثامن الاشتغال بذكر الله

أعلم يا أخي أن القلب كالحصن وعلى ذلك الحصن سور
وللسور أبواب وفيه ثلم وساكنة العقل والملائكة تتردد إلى ذلك الحصن وإلى جانب الحصن الريض وهو المكان يؤدى إليه وفيه الهوى والشياطين تختلف إلى ذلك الريض والشياطين لا تزال تدور حول الحصن تطلب غفلة الحارس والعبور من يعض الثلم وأن لا يفتر عن الحراسة فإن العدو لا يفتر وينحصر شر الشيطان في ستة أجناس
لا يزال بابن آدم حتى ينال منه واحد منهما واكثر أحدهما شر الكفر والشرك. وثانياً البدعة وثالثاً كبائر الذنوب رابعاً الصغائر ثم الاشتغال بالمباحات عن الاستكثار من الطاعات والأسباب التي يعتصم بها العبد من الشياطين عشرة أولاً الاستعاذة بالله ثانياً قراءة المعوذتين ثالثاً قراءة آية الكرسي رابعاً قراءة سورة البقرة خامساً قراءة أول سورة المؤمن إلى إليه المصير سادساً أن نقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
سابعاً كثرة ذكر الله ثامناً الوضوء مع كل تاسعاً إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس عاشراً التوكل على الله.

الحصن التاسع ما يقال في الصباح

بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا السماء وهو السميع العليم.

الحصن العاشر ما يقال بعد صلاة الفجروالمغرب

أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما يخلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير يا رحمن

الحصن الحادي العاشر ما يقال في الصباح والمساء

أعوذ بكلمات الله التامات عن غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين أن يحضرون أعوذ بالله العظيم الذي لا شيء أعظم منه بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر بأسماء الله الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر كل ذي شر لأطيق شره ومن شر كل ذي شر أنت أخذ بناصيته إن ربي على صراط مستقيم.

الحصن الثاني عشر

تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إلهي وإله كل شيء اعتصمت بربي ورب كل شيء وتوكلت على الحي الذي لا يموت واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الرب من العباد حسبي الخالق من المخلوق حسبي الرزاق
من المرزوق حسبي الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه حسبي الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم.

الحصن الثالث عشر

أن تضع يدك على الرأس وتقول أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامه ومن كل عين لامه ومن كل عين لامه.

الحصن الرابع عشر

وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كان به قرح أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه وهكذا ووضع سفيان بن عيينة على أصبعه بالأرض ثم دفعها وقال بسم الله تربة أرضنا بريقه بعضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا.

الحصن الخامس عشر في الزفاف

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذا أتتك إمراتك يعني يوم الدخول بها فأمرها أن تصلي وراءك ركعتين وقل اللهم اجمع بيننا بالخير وفرق بيينا إذا فرقت بالخير .

الحصن السادس عشر

بعد ما تعقد على زوجتك تضع يدك اليمنى على جبتها وتقول
اللهم أني اسالك خيرها وخير ما جبلتها عليه ويمكن أن تزيد هذا الدعاء وأعوذ بك من شرط وشر ما جلبتها عليه اللهم بارك لي فيها وقيها شر حاسد إذا حسد وساحر إذا سحر وماكر إذا مكر
(رواه أبا داود وقال الألباني . إسناده حسن)

الحصن السابع عشر

عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إذا قضى بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً) (رواه البخاري ومسلم)

الحصن الثامن عشر

فقد صح عن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقول عند دخول الخلاء "اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ وَالخَبَائث" أي ذكران الشياطين وإناثهم. (متفق عليه)

الحصن التاسع عشر عند الخروج من البيت

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من قال - يعني إذا خرج من بيته - باسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال كفيت ووقيت وتنحى عنه الشيطان)
(رواه الترمذي وقال حسن)

الحصن العشرون

دعاء المكروب

عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(لا إله إلا الله الحكيم الكريم إلا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله رب السموات السبع والأرضين السبع ورب العرش العظيم

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

القسم الإسلامي

 
 
قديم 06-11-2016, 06:55 PM
  المشاركه #2
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



ففي مسند الإمام أحمد بسند حسن ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال :
إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر .
وفي رواية : إن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر .

وقوله : " إن المؤمن ينضي شيطانه " أي يهزله ويجعله ضعيفا مهزولاً ، ويَجْعله نِضْوا . والنِضْو : الدابة التي أهْزَلَتْها الأسفار ، وأذْهَبَت لَحْمَها . ومنه حديث علي " كلمات لو رَحَلْتُم فيهنَّ المَطِيَّ لأَنْضَيْتُموهنّ " . وحديث ابن عبد العزيز " أنْضَيتم الظَّهر " أي أهْزَلْتُموه . [ النهاية 5/72 ]

- قال المناوي في فيض القدير :
وقوله : كما ينضي أحدكم بعيره في السفر.. فالبعير يتجشم في سفره أثقال حمولته فيصير نضوا لذلك ، وشيطان المؤمن يتجشم أثقال غيظه منه لما يراه من الطاعة والوفاء لله فوقف منه بمزجر الكلب في ناحية ..
وأشار بتعبيره " لينضي " دون يهلك ونحوه إلى أنه لا يتخلص أحد من شيطانه ما دام حيا فإنه لا يزال يجاهد القلب وينازعه والعبد لا يزال يجاهده مجاهدة لا آخر لها إلى الموت ..
وقيل للحسن البصري أينام إبليس ؟ فتبسم وقال : لو نام لوجدنا راحة .
وقال قيس بن الحجاج : قال لي شيطان : دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن كالعصفور ، قلت : ولم ذا ؟ قال أذبتني بكتاب الله . اهـ






قديم 06-11-2016, 06:57 PM
  المشاركه #3
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



قال ابن القيم في بدائع الفوائد :
ذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه كالسياط والمقامع التي تؤذي من يضرب
بها ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلا ضئيلا مضني مما يعذبه ويقمعه به من ذكر الله وطاعته كما جاء في هذا الحديث ..
لأنه كلما اعترضه صب عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة فشيطانه معه في عذاب شديد ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة ولهذا يكون قويا عاتيا شديداً ..
فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار ، فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يعذبه شيطانه .. اهـ

وروى عبد الرزاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال :
إن شيطان المؤمن يلقى شيطان الكافر فيرى شيطان المؤمن شاحبا أغبر مهزولاً فيقول له شيطان الكافر : مالكَ ويحكً قد هلكت ؟ فيقول شيطان المؤمن : لا والله ما أصل معه إلى شيء ، إذا طعم ذكر اسم الله ، وإذا شرب ذكر اسم الله ، وإذا نام ذكر اسم الله ، وإذا دخل بيته ذكر اسم الله ..
فيقول الآخر : لكني آكل من طعامه ، وأشرب من شرابه ، وأنام على فراشه ، فهذا شاح وهذا مهزول .




قديم 06-11-2016, 06:57 PM
  المشاركه #4
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



·أسلحة لقهر الشيطان وغلبته
إذا فلابد من معرفة الأسلحة التي بها نحارب الشيطان ، ونرد كيده في نحره ، ونغزوه من حيث أراد غزونا ..
وأول ما لابد من معرفته ها هنا أن نتيقن أمور ثلاثة :
أولها : أن الشيطان هو عدونا الأول وأنه يجب علينا أن نتخذه عدوا ..
والثاني : أنه يعمل على إضلالنا وإهلاكنا ويخوفنا أولياءه ..
والثالث : أننا مطالبون بقتاله هو وحزبه وأولياءه تماما كما فرض علينا الجهاد لمقاتلة أعداء الله الكافرين والمارقين .

·إن الشيطان لكم عدو
قال تعالى : ) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ( فاطر-6
وهذه الآية فيها فريضتان :
الأولى : فريضة علمية ضرورية ، وهي العلم بأن الشيطان هو عدونا وهو أمر مؤكد بحرف إن ، وأنه يدعوا أتباعه وحزبه إلى سعير جهنم .
والفريضة الثانية : فريضة عملية وهي وجوب اتخاذه عدواً وإنما قلنا وجوب لأن طاعته في معصية الله منها الكفر والضلال ..
والوجوب مأخوذ من قوله : فاتخذوه .. وهي أمر لمبادلته العداوة .
وقال تعالى : ) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (يـس-62
والعهد هنا بمعنى الوصية أي : ألم أوصكم وأبلغكم على ألسنة الرسل ..
أن لا تعبدوا الشيطان : أي لا تطيعوه في معصيتي ..
إنه لكم عدو مبين : أي ظاهر العداوة ..
وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم : أي هو الحق ..
ولقد أضل منكم جبلا كثيراً : أي خلقا كثيراً ..
أفلم تكونوا تعقلون : أي أفما كان لكم عقل في مخالفة ما أمركم به ربكم من عبادته وحده وعدولكم إلى إتباع الشيطان ..

·فقاتلوا أولياء الشيطان
وقال تعالى : ) الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (النساء-76
أي المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان ، ثم هيج تعالى المؤمنين على قتال أعدائه بقوله ) فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ( .

- يقول أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي المتوفى في ( 1307هـ) في كتابه القيم : حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة (1/116) وهو يتكلم على كيد النساء في موقف المراودة والهم في قصة يوسف عليه السلام :
وَعَن بعض الْعلمَاء إِنِّي أَخَاف من النِّسَاء مَا لَا أَخَاف الشَّيْطَان فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُول { إِن كيد الشَّيْطَان كَانَ ضَعِيفا } وَقَالَ للنِّسَاء ( إِن كيدكن عَظِيم ) وَلِأَن الشَّيْطَان يوسوس مسارقة وَهن يواجهن بِهِ الرِّجَال .. وهَذَا فِيمَا يتَعَلَّق بِأَمْر الْجِمَاع والشهوة لَا أَنه عَظِيم على الْإِطْلَاق إِذْ الرِّجَال أعظم مِنْهُنَّ فِي الْحِيَل والمكايدة فِي غير مَا يتَعَلَّق بالشهوة . اهـ


·التحرز من الشيطان
والطريقة النافعة لمحاربة الشيطان هي التحرز من شره واستخدام الأسلحة كالاستعاذة بالله من الشيطان وذكر الله وقراءة القرآن واستخدام الرقية الشرعية والطهارة والصلاة والتحرز من فضول النظر والكلام والطعام والمخالطة على تفصيل يأتي .
ثم العمل على الوقاية منه في كل أمورنا .. التي دل النص عليها .
وفي الفقرات الآتية إن شاء الله سنأتي بالأدلة على كل حرز من هذه الحروز لنرد كيد الشيطان في نحره .. والله المستعان .




قديم 06-11-2016, 07:00 PM
  المشاركه #5
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



ولمَّا قَـسَا قَلبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي * جعلتُ رجائي دون عفوِكَ سُلَّما
- اللَّهُمَ عَلِق قُلُوبَنَا بِرَجَائِكَ وَاقطَع رَجَاءَنَا عَمَن سِواَكَ -




قديم 06-11-2016, 07:14 PM
  المشاركه #6
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



ما رواهُ أَبو إِسْحَاقَ السبيعيّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عوف بن مالك الجشمي، عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «إِنَّ شَيْطَانَ الْمُؤْمِنِ يَلْقَى شَيْطَانَ الْكَافِرِ، فَيَرَى شَيْطَانَ الْمُؤْمِنِ شَاحِبًا، أَغْبَرَ مَهْزُولًا، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانُ الْكَافِرِ: مَا لَكَ، وَيْحَكَ، قَدْ هَلَكْتَ، فَيَقُولُ شَيْطَانُ الْمُؤْمِنِ: لَا وَاللَّهِ مَا أَصِلُ مَعَهُ إِلَى شَيْءٍ، إِذَا طَعِمَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، وَإِذَا شَرِبَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، وَإِذَا نَامَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، وَإِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، فَيَقُولُ الْآخَرُ: لَكِنِّي آكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَأَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِ، وَأَنَامُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَهَذَا شَاحبٌ، وَهَذَا مَهْزُولٌ».

أخرجه عبدالرزاق في «المصنف» (10/419) عن مَعْمَر، عن أبي إسحاق، به.

قلت: هذا إسناد صحيح، إلا ما يُخشى من تدليس أبي إسحاق، وهو موقوف على ابن مسعود، فالله أعلم.




قديم 06-11-2016, 07:19 PM
  المشاركه #7
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً }
الإسراء53
إذا فهمنا الآية فعلينا تحقيق العبودية لله والتوكل عليه
والافتقار في كل أحوالنا إليه والاستعاذة به من شر عدونا
وعدوه فبذلك ننجوا من سلطنته
قال تعالى:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ
مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }
الحجر42
وقال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } النحل99
فمن كان مع الله كان الله معه ونجاه من مكايد الشيطان ومصايده
وقد أوصى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
ابن عباس بقوله:
( أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)


قال رجل للحسن يا أبا سعيد أينامُ الشيطان
فتبسم وقال لو نام لا سترحنا
ذكر أحد العلماء أن أبا هريرة قال :
(التقى شيطانُ المؤمن وشيطان الكافر فإذا شيطان الكافر متعافي سمين وشيطان المؤمن مهزولٌ ضعيف
أشعث اغبر عاري)
فقال شيطان الكافر: لشيطان المؤمن مالي أراك مهزولاً
قال أنا مع رجُلٍ إذا أكل سمَّى الله فأظل جائعاً
وإذا شرب سمَّى الله فأظل عطشاناَ
وإذا لبس سمَّى الله فأظل عرياناَ
وإذا ادَّهن سمَّى الله فأظل شعِثًا .
فقال شيطان الكافر: لكني مع رجُلٍ لا يفعلُ شيئاَ من ذلك فأنا أشاركهُ في طعامهٍ وشرابهِ .
لأنه لا يذكر الله عند أكلٍ ولا شربٍ ولا لُبسٍ وهذا ما يتمناهُ الشيطان نعوذ بالله منه .
فإنه لا يحزر نفسه من الشيطان إلا بذكر الله ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة والنسيان
فإبليس لعنه الله يرصد الإنسان ويترقب غرته فإذا غفل عن ذكر الله وثب عليه وافتراسه
وإذا ذكر الله انخنس عدو الله وتصاغر وانقمع واندحر حتى يكون كالذباب
ولهذا سمى (( الوسواس الخناس )) يوسوس في الصدور فإذا ذكر الله جل وعلا وتقدس خنس أي كف وانقبض


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول
(( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء ))
رواه مسلم في صحيحة
وعن عطية عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله يقول الملكهديت
فإذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله يقول الملك وقيت
فإذا قال توكلت على الله يقول الملككفيت
قال فيقول الشيطان عند ذلك كيف لنا بمن هدي ووقي وكفي ))
كيف يخنس الشيطان
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلمقال
(( إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسيه التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس ))
كيف تحاربية إذا اتاك في الصلاة
قال عثمان بن أبي العاص قلت يا رسول الله إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( ذاك الشيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً ففعلت فأذهبه الله عني ))


ذكر ابن القيم رحمة الله الأسباب التي يعتصم بها من الشيطان
الحرزالأول : الاستعاذة من الشيطان
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ
بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
الأعراف 200
الحرزالثاني : قراءة المعوذتين فإن لها تأثير عجيبا في الاستعاذة بالله من شر الشيطان ودفعه.
قال النبي صلى الله عليه وسلمماتعوذ المتعوذون بمثلها
وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهما كل ليلة عند النوم

فاصل: عن زيد بن ثابت قال شكوت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلمأرقاً (أي سهراً) أصابني فقال
(قل اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حيٌ قيوم إهد ليلي وأنم عيني)
فقلتها فأذهب الله عز وجل ما كنت أجد
وعن يحيى بن حبان أن خالد بن الوليد أصابة أرق فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فامره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامة من غضبة ومن شر عبادة ومن همزات الشياطين وأن يحضرون
وايضاً عن بريدة قال شكا خالد بن الوليد إلى النبي
صلى الله عليه وسلم
فقال يارسول الله ما أنام من الأرق
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
(إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم رب السموات السبع وما أضلت والأرضين وماأقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط علي أحد منهم أو يطغى علي عز جارك وجل ثناؤك ولا إله إلا أنت)
الحرز الثالث :قراءة آية الكرسي.
الحرز الرابع :قراءة سورة البقرة ففي الصحيح عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( إن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان ))
الحرز الخامس :خاتمة سورة البقرة ففي الصحيح
عنه صلى الله عليه وسلمأنه قال:
(( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاهُ ))
الحرز السادس : أول سورة حم المؤمن إلى قوله {إليه المصير}
الحرز السابع : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مائة مرة
ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال
قال:(( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في اليوم مائة مرة
كانت عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكان حرزا له من الشيطان يومه ذلك حيى يمسي ولم يأت أحد بأفضل منه إلا رجل عمل أكثر من ذلك ))
الحرز الثامن : وهو أنفع الحروز من الشيطان كثرة
ذكر الله عز وجل وهذا بعينه ما دلت عليه سورة الناس
فإنه وصف الشيطان فيها بأنه الخناس الذي إذا ذكر العبد ربه انخنس فإذا غفل عن ذكر الله التقم القلب وألقى إليه الوسواس
الحرز التاسع : الوضوء والصلاة وهذا من أعظم ما يحترز العبد به ولا سيما عند الغضب والشهوة فإنها نار تصلى في قلب ابن آدم
كما روى الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال
(( ألا وإن الغضب جمرة في القلب ابن آدم فما أطفأ العبد جمرة الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاة ))
الحرز العاشر :إمساك فضول الكلام فإنها تفتح أبوابا من الشر




تكلم أحد العلماء في بيان مداخل الشيطان
فقال رحمه الله اعلم أن القلب مثاله مثال حصن رفيع والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن ويملكه ويستولي عليه.
ولا يقدر على حفظ الحصن إلا بحراسة أبواب الحصن ومداخله ومواقع ثلمه ولا يقدر على حراسة أبوابه من لا يعرف أبوابه.
وحماية القلب عن فساد الشيطان فرض عين واجب
على كل عبد مكلف
ولا يتوصل إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخل الشيطان.
مداخل الشيطان


وهي عشر:
الأول : الحسد والحرص
الثانية : الشهوة والغضب
الثالثة : حب الشهوات والزينة في الدنيا
الرابعة : الطمع قال الرسول صلى الله عليه وسلم
((إياكم والطمع فإنه يشرب القلب شدة الحرص ويختم على القلوب بطابع حب الدنيا وهو مفتاح كل سيئة وسبب إحباط كل سيئة))
الخامسة : العجلــة في الأمور وكثرة الطيش
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
((الأناة من الله والعجلة من الشيطان))
السادسة : الفتنة بأموال والدواب والعقارات
السابعة : البخل والخوف من الفقر
الثامنة : سوء الظن بالمسلمين وقد قال تعالى
{ َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ
بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }
< الحجرات :12>
التاسعة : الشبع من الطعام فإن الشبع يقوي الشهوات وهي من أسلحة الشيطان
العاشرة : تعاطي العوام الذين لم يمارسوا العلوم ولم يتبحروا فيها بالتفكير في ذات الله عز وجل وصفاته وفي الأمور التي لا تبلغها عقولهم حتى يؤدي ذلك إلى الاعتقادات الكفرية وهم لا يشعرون.


وختاماً
أضنك علمتي ماهو سلاحك ضد الشيطان
أجارنا الله وإياكن من همزات الشياطين وأن يحضرون
فتسلح_ي بالله واستجيري به بالأوراد القرآنية التي ذكرها لنا ابن القيم رحمه الله وبالأذكار التي هيه حصن للمسلم وأيقظي قلبك من الغفلة
كتاب سلاح اليقظان لطرد الشيطان
ومن تريد المزيد ترجع له
فجزاء الله صاحبه خير الجزاء
ونفعنا الله بما كتبنا وبما قرانا وجعلها الله حجة لنا لا علينا




قديم 06-11-2016, 07:21 PM
  المشاركه #8
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



اللهم إنك سلطت علينا عدوا بصيرا بعيوننا يرانا هو وقبيله من حيث لانراهم . فآيسه منا كما آيسته من رحمتك , وقنطه منا كما قنطته من عفوك ,
وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك . إنك على كل شئ قدير .




قديم 06-11-2016, 07:24 PM
  المشاركه #9
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



قراءة سورة البقرة وخاتمها في البيت

عن أبي هريرة أن رسول الله قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفِر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) رواه مسلم ( 780 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
هكذا ضبطه الجمهور " ينفِر " ورواه بعض رواة مسلم " يفرُّ " وكلاهما صحيح .
" شرح مسلم " ( 6 / 69 ) .

عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله يقول : ( اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلة ) رواه مسلم ( 804 ) .
البَطَلة : السحرة .

فقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله علية وسلم أنه قال "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".



3- ذكر الله عند الدخول إلى البيت وعند الطعام

وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول :
( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لأصحابه : لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشاء ) رواه مسلم

4- ذكر الله عند غلق الأبواب وتغطية الإناء

قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏:

( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ ) رواه البخاري (3280) واللفظ له، ومسلم (2012

5- ذكر الله عند خلع اللباس


قال صلى الله عليه وسلم: (سَتْرُ ما بين أعين الجن وعَوْرات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول: باسم الله) [الطبراني].


6- ذكر الله عند الجماع


عن ابن عبَّاسٍ رضي اللَّه عنْهما عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لو أَنَّ أَحَدكُمْ إِذا أَتَى أَهلَهُ قالَ : بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيطَانَ وَجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزَقْتَنَا ، فَقُضِي بيْنهُما ولَدٌ ، لم يضُرّهُ » متفقٌ عليه .




7- قراءة اية الكرسي و المعوذات في الصباح والمساء وعند النوم

وفي الحديث الذي رواه البخاري قصة أبو هريرة رضي الله عنه مع الشيطان(.......... قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: ما هي؟ قال: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أما إنه صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب من ثلات ليال يا أبا هريرة قلت لا قال: ذاك شيطان)

عن عبد الله بن خبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا، فأدركناه فقال: «أصليتم»؟ فلم أقل شيئاً فقال: قل فلم أقل شيئاً ثم قال قل فلم أقل شيئاً ثم قال قل فقلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال قل (قل هو الله أحد) والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء»

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه بهذه المعوذات كل ليلة إذا أوى إلى فراشه فعن عائشة: «أن النبي إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات».



8- طاعة الله ومخالفة الشيطان وعدم إتباع خطواته

قوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا} [البقرة: 268].

يقول بن القيم رحمه الله (فذكر سبحانه وعد الشيطان وأمره لهم بالشر ويخوفهم من فعل الخير، وهذان الأمران هما جماع ما يطلبه الشيطان من الإنسان فإنه إذا خوفه من فعل الخير تركه، وإذا أمره بالفحشاء وزينها له ارتكبها، وسمى سبحانه تخويفه وعد الانتظار الذى خوفه إياه كما ينتظر الموعود ما وعد به ثم ذكر سبحانه وعده على طاعته، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وهى المغفرة)

وقال تعالى

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) النور)

قال تعالى لا تتبعوا خطوات الشيطان وليس الشيطان وهذا يتضح من طريقة عمل الشيطان لأن الشيطان لا يدعو الى المعصية بطريقة مباشرة ولكنه يدعو الى مقدمات المعصية فيُغري الانسان بالقليل من المعصية ثم يتدرج قليلاً قليلاً حتى يصل به الى المعصية الكبرى "

9-كثرة ذكر الله في كل وقت حصن لك من الشيطان


عن الحارث الأشعري أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: ( إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن .. منها: أمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه وكذلك العبد لا ينجو من الشيّطان إلا بذكر الله ) [رواه الترمذي وغيره وقال حسن صحيح ]


ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة.

كانت عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكان حرزًا له من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل منه إلا رجل عمل أكثر من ذلك.



10- الأذان

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الأذان ، فإذا قُضي الأذان أقبل ، فإذا ثوّب بها أدبر ، فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول : اذكُر كذا وكذا ما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى ، فإذا لم يدرِ أحدكم كم صلى ثلاثا أو أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس .

وفي رواية للبخاري : فيقول اذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا ؟ فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعا سجد سجدتي السهو .

- رواه البخاري ومسلم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين




قديم 06-11-2016, 07:27 PM
  المشاركه #10
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



﴿كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ (الحشر/16).
﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ﴾ (المجادلة/19).
﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى﴾ (طه/120).
﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ (البقرة/36).
﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ (آل عمران/155).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ﴾ (المائدة/90،91).
﴿فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون﴾ (الأنعام/43).
﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ﴾ (الأعراف/175).
﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (الأنفال/48).
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).
﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ﴾ (محمد/25).




قديم 06-11-2016, 07:36 PM
  المشاركه #11
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



كيف تحمي نفسك من الشيطان

قوله تعالى:{إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير }(فاطر6


ذكر أحد العلماء أن أبا هريرة قال التقى شيطان المؤمن وشيطان الكافر فإذا شيطان الكافر متعافي سمين كاسٍ وشيطان المؤمن مهزول ضعيف أشعث أغبر عاري.فقال شيطان الكافر لشيطان المؤمن ما لي أراك مهزولاً قال أنا مع رجل إذا أكل سمى الله فأظل جائعًا وإذا شرب سمى الله فأظل عطشانًا وإذا لبس سمى الله فأظل عريانًا وإذا ادهن سمى الله فأظل شعثًا.فقال شيطان الكافر لكني مع رجل لا يفعل شيئًا من ذلك فأنا أشاركه في طعامه وشرابه.لأنه لا يذكر الله عند أكل ولا شرب ولا لبس وهذا ما يتمناه الشيطان نعوذ بالله منه انتهى.



1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

قال تعالى" فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(98)إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(99)إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ(100) النحل

وقال تعالى:" وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ(97)وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ(98) المؤمنون

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : "ومعنى أستعيذ بالله : أمتنع به وأعتصم به وألجأ إليه "

: "ومن لطائف الاستعاذة أن قوله: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم إقرار من العبد بالعجز والضعف، واعتراف من العبد بقدرة الباري عز وجل وأنه الغني القادر على رفع جميع المضرات والآفات، واعتراف العبد أيضاً بأن الشيطان عدوّ مبين. ففي الإستعاذة إلتجاء إلى الله تعالى القادر على دفع وسوسة الشيطان الغويّ الفاجر وأنه لا يقدر على دفعه عن العبد إلا الله تعالى

و في الحديث أن أبا بكر الصديق قال : يا رسول الله ، علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت ، قال :" قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ربّ كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشرِّ الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجُرّه إلى مسلم قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك " رواه أبو داود



2- قراءة سورة البقرة وخاتمها في البيت

عن أبي هريرة أن رسول الله قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفِر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) رواه مسلم ( 780 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
هكذا ضبطه الجمهور " ينفِر " ورواه بعض رواة مسلم " يفرُّ " وكلاهما صحيح .
" شرح مسلم " ( 6 / 69 ) .

عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله يقول : ( اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلة ) رواه مسلم ( 804 ) .
البَطَلة : السحرة .

فقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله علية وسلم أنه قال "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه".



3- ذكر الله عند الدخول إلى البيت وعند الطعام

وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله يقول :
( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لأصحابه : لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشاء ) رواه مسلم

4- ذكر الله عند غلق الأبواب وتغطية الإناء

قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏:

( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ ) رواه البخاري (3280) واللفظ له، ومسلم (2012

5- ذكر الله عند خلع اللباس
منقول ...




قديم 06-11-2016, 07:47 PM
  المشاركه #12
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



هل تعاهد الله على ترك المعصية؟
حين يواقع بعضٌ من الشباب المعصية، وتكويه نارها، يتحرك وازع الإيمان في قلبه، ويحترق ندماً وتألماً، ويشعر أن نفسه الضعيفة أوقعته في المعصية، حينها يعاهد الله سبحانه وتعالى أن لا يقارف المعصية، أو ينذر لله أن يصوم كذا وكذا أو يصلي كذا وكذا.
هذا المسلك لاشك أن الباعث عليه هو التألم من مواقعة المعصية، والرغبة في كبح جماح النفس، ووضع حد لتجاوزاتها ؛ ولكن: هل سلامة النية وحدها كافية في الحكم على عمل أنه صائب وموافق للشرع؟!.
وحين نضع الموضوع على محك النقاش نستطيع أن نسجل الملحوظات الآتية:
1 - الغالب أن الدافع لهذا الشاب لمثل هذا المسلك هو شعوره بالفشل في مقاومة نفسه، ومن ثم يرى أنها بحاجة للّجوء لهذه الأساليب للضغط عليها. والنفس لاشك قد تضعف، ويشعر صاحبها أنها قد تخونه، لكن مثل هذا المسلك هروب عن الأسلوب الأنجح في كبح جماحها.
ويشير القرآن الكريم إلى هذا المعنى، موجهاً إلى الالتفات للسبب الحقيقي، والأسلوب الأولى. ألا وهو الحزم مع النفس، وقوة العزيمة: (وأقسموا وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ). [النور: 53]. فالقضية ليست بحاجة للقسم، إنما طاعة وعزيمة.
2 - حين يعاهد الله على عدم مواقعة المعصية فقد تضعف نفسه ويواقعها. وقد يخشى أن ينطبق عليه قول الله تعالى: (وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ* فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ* فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ). [التوبة: 75- 77].
3- لقد نهى صلى الله عليه وسلم عن النذر وأخبر أنه: "لا يردّ شيئاً، إنما يستخرج به من البخيل". [رواه البخاري6693، ومسلم1639]. فحين ينذر ثم يفشل ويقع في المعصية يكون قد ألزم نفسه ما لم يلزمه الشرع به.
وكثيراً ما نجد المرء يسأل وقد نذر أو عاهد الله أن يفعل فعلاً فلم يفعله، ويبحث عن المخرج. وكان الأولى به اختصار الطريق من البداية.
4- لو فكر هذا الشاب في نفسه ملياً لرأى أنه لا فرق بين الذي عاهد الله أو الذي لم يفعل. فالذي أوقعه في المعصية إنما هو استيلاء الشهوة وغلبة داعيها على داعي الإيمان. فهذه المعاهدة لن تصنع شيئاً ولن تجدي.

للأعلى


فعل الحسنة بعد السيئة
حين تقع - أخي الكريم - في معصية فبادرها بحسنة وحسنات علها أن تكفر عن هذه السيئة.
عن ابن مسعود رضي الله عنه: "أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ). [هود: 114]. فقال الرجل: يا رسول الله، ألي هذا؟!. قال: لجميع أمتي كلهم". [رواه البخاري 526، ومسلم 2763].
وفي رواية لمسلم: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني عالجت امرأة في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن أمسها. فأنا هذا فاقض فيَّ ما شئت. فقال له عمر رضي الله عنه: لقد سترك الله، لو سترت نفسك. قال: فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً. فقام الرجل فانطلق، فاتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً دعاه وتلا عليه هذه الآية: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ). [هود: 114]. فقال رجل من القوم: يا نبي الله، هذا له خاصة؟!. قال: بل للناس كافة".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن". [رواه أحمد 1/ 387].
وقال صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن". [رواه أحمد 5/ 153 والترمذي1987 وقال: هذا حديث حسن صحيح].
ويضرب صلى الله عليه وسلم لذلك مثلاً فيقول: "إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقه قد خنقته، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة، ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى حتى يخرج إلى الأرض". [رواه الطبراني من حديث عقبة بن عامر].
وحين أراد معاذ سفراً قال: "يا رسول الله، أوصني. قال له: اعبد الله ولا تشرك به شيئاً". قال: يا رسول الله، زدني. قال: إذا أسأت فأحسن. قال: يا رسول الله، زدني. قال: استقم، ولتحسن خلقك". [رواه الحاكم 4/ 272. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه].
وهذا الأمر في الحسنات جملة فهي مكفرة للسيئات، وقد ورد الحث على الوضوء والصلاة بعد الذنب.
فعن علي رضي الله عنه قال: "كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيري استحلفته، فإذا حلف لي صدقته. وإن أبا بكر رضي الله عنه حدثني، وصدق أبو بكر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين، فيستغفر الله عز وجل، إلا غفر له". [رواه أحمد 1/ 2].
وقد جاءت السنة ببيان طائفة من الأعمال التي تكفر السيئات والذنوب وهى كثيرة يضيق المقام عن حصرها فإلى طائفة يسيرة منها:

• أولاً: الوضوء:
لقد ختم الله آية الوضوء بقوله سبحانه: (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). [المائدة: 6].
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقياً من الذنوب". [رواه مسلم 244].
والوضوء عبارة متكررة يفعلها الإنسان في اليوم الواحد مراراً، فلو تأمل المرء هذا المعنى وهو يتطهر لرأى نفسه تستعيد شريط الذكريات بعيداً عن الشهوة التي غلبته، واللذة التي أعمت بصيرته حتى واقع الخطيئة. فيتذكرها تذكر نادم تائب؛ فيولد تذكر هذا المشهد لديه نفوراً من المعصية وفراراً منها. لكنا وللأسف لا نتأمل هذه المعاني.

• ثانياً الصلوات الخمس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أريتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمساً، ما تقولوا ذلك يبقي من درنه؟!. قالوا: لا يبقي من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحو الله به الخطايا". [رواه البخاري 528، ومسلم 667].








أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



03:00 PM