المنافع والفوائد والحكم
وأما صيام الست من شوال ففيه من المنافع والفوائد والحكم ما يلي:
أولا: استجابة لرسول الله في الترغيب في صيامه، والاقتداء به، فهو من باب اتباع السنة.
ثانيا: جبر الكسر، وسد الخلل، واستكمال ما يكون من نقص في صيام الفرض، روى أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك](صحيح سنن الترمذي).
ثالثا: فيه شكر لله على نعمة إتمام صوم رمضان، وإكمال عدته، فقد أمر الله - سبحانه وتعالى - عباده بشكر نعمة صيام رمضان بإظهار ذكره، وغير ذلك من أنواع شكره، فقال: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}(البقرة:185).. ومن جملة شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان، وإعانته عليه، ومغفرة ذنوبه أن يصوم له شكرا عقيب ذلك.
رابعا: تحصيل ثواب صام الدهر كله.. كما سبق في الحديث.
خامسا: هو علامة على محبة العبادة وعدم السآمة والملالة من الصوم.. ففي الإقبال دليل على ذلك ودوام الرغبة في هذه العبادة الكريمة.
سادسا: علامة من علامات القبول؛ قال ابن رجب رحمه الله: "إن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان، فإن الله تعالى إذا تقبل عمل عبد، وفقه لعمل صالح بعده، كما قال بعضهم: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة رد الحسنة وعدم قبولها.
سابعا: علامة من علامات الاستقامة على الطاعة والمدوامة على شبهها بعد انقضاء موسمها، وأن العبد عبد رباني لا عبد رمضاني. {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} (فصلت:30).منقول