سافر و بألف الف سلامة يا البرواز. و أهم شيء توافينا بإنطباعاتك و معلوماتك عن الفلبين عند رجعتك بالسلامة أنت و ربعك. و عسى الله أن يحميكم.
أمّا ملاحظتي التي أحب أن أوصلها لك و للزملاء المشاركين فهي كالتالي: الفلبين عموما و مانيلا على وجه التحديد تعتبر الوكر الأول للجريمة -أقصد القتل و النشل و الإختطاف بغرض السرقة تحديدا - في عموم القارة الاسيوية. هذا الكلام رسمي و موثّق بالأرقام و التواتر و التراكم والإحصاءات و الإزدياد من قبل كل الجهات الحكومية و الأهلية هناك بل و من كل الجهات المعنية بالسياحة و الإستثمار و الهجرة على مستوى أسيا و العالم. أمّا التفاصيل اليومية و الأسبوعية عن هذا الواقع المؤسف فهي مذهلة و محبطة و مقرفة في نفس الوقت لدرجة أن الفلبين رغم جمالها الطبيعي الأخّاذ و حرياتهاو إغراءاتها الليلية (و النهارية من نفس النوع) الشبه مجانية, لا تزال تقبع في ذيل القائمة الأسيوية من حيث عدد أرقام السواح السنوية و الموسمية للبلاد. هذة الحقيقة تظل الهاجس و الكابوس اليومي لجميع الحكومات المتعاقبة على الفلبين من عشرات السنين. فهم فاتحين البلد "عالبحري" لكن السواح يعزفون عن السفر إليهم . هناك قتل و نشل و خطف مجاني بالساعة و بالدقيقة للسياح الأجانب يبدأ حتى من على بعد أمتار قليلة من بوابات الخروج من مطار مانيلا الدولي باتجاه أحياء مانيلا. يحدث هذا كما هو موثق في حينه من قبل كل وسائل الإعلام المحلية بالتواطؤ المكشوف مع الشرطة في غالب الأحيان. لدرجة أن الضحية (السائح الغربي والياباني و الكوري و العربى عموما) إذا الله سلّمه من الموت بعد عملية نشل مسلح في مالاتي أو إرميتا أو ماكاتي أو باساي يبادر مسئولوا الفندق أو الشقق الفندقية حيث يسكن بنصحه "عالمكشوف" أن يوفر ما تبقى معه من مال أو عقل و ألاّ يلجأ للإستعانة بالشرطة التي سوف تسرقه و تمرمطه و تبتزّه بطرقها التي لا تعد ولا تحصى مرّة ثانية. كوادر الشرطة في الفلبين هم في العادة من الطبقات الكادحة و المعدمة و الفاسدة و ربما لا يختلف الكثير من أفراد الشرطة عن النشالين الفعليين في الشوارع إلا بكون أسلحتهم مرخّصة فقط. قد يظنني بعض القراء أبالغ في وصف الصورة و هذا غير صحيح فأنا لا أملك الوقت أصلا لأنقل لكم و لو ربع الصورة أو المأساه. إن معظم هذة الحوادث المشينة للسائح و المخجلة في نفس الوقت للدولة و الشعب الفلبيني عموما هي بالأساس لا توثق رسميا أو إحصائيا و ذلك لعدم رغبة أو إقتناع السائح "الضحية" بجدوى التبليغ. هذا بالنسبة للسائح الغربي و الأسيوي (الياباني و الكوري, ألخ) عموما, أما السائح العربي و الخليجي خصوصا فأضف إلى تلك الأسباب خوفه من الفضيحة بكل تجلياتها الغبيّة في رأسه قبل و أثناء و بعد وقوع الإعتداء عليه, بل و التي يعيها المعتدي الفلبيني و يستغل أبعادها عند تنفيذ جريمته. لا تنسون كثافة أعداد العمالة الفلبينية في الخليج طوال عقود من الزمن و درايتها بسلوك و أخلاقيات و مواطن ضعف المواطن الخليجي ذكرا كان أم أنثى ( إن ثاني اكبر جالية عمالية فلبينية خارج بلادها توجد في المملكة العربىة السعودية.)
قلت لكم و أنا صادق بأنني لا أملك الوقت للإطالة و التفصيل لكن البركة في الزملاء المشاركين الأخرين. و أختتم بأن أتمنى لأبناء بلدي السعوديين التمتع بأسفارهم التي يستحقونها بكل جدارة فهم يصرفون عليها من حرّ مالهم لكنني أحذرهم في ذات الوقت من طبقات السفلة و النشالين و القتلة الذين يعيثون فى الفلبين قتلا و نشلا للسائحين دون حسيب أو لاقيب في بلد مفلوت أمنيا بامتياز. حفظكم الله جميعا في حلّكم وفي سفركم. , أرجو ألا يهيمن على مداخلاتكم مواضيع هامشية مثل رخص الفنادق و الشقق أو حتى التذاكر و التأشيرات فهي على قفا من يشيل في بلد يعاني للأسباب المذكورة أعلاه من شحّ مزمن و حقيقي في السائحين.
أمّا كيف يحمي السائح السعودي نفسه بعد و صوله مانيلا أو أي جزيرة في الفلبين فأرى أنه موضوع مهم جدا جدا و جدير بأن يكون مستقلا و أن يفتتحه زميل أخر لمزيد من النقاش.
10-01-2013, 07:45 AM
