logo



قديم 21-09-2016, 11:14 AM
  المشاركه #1
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والصلاة والسلام على محمد خير الأنام ، وعلى اله وأصحابه البررة الكرام ..

ما بعد : إليكم أحبتي ماينفعكم في دنياكم وأخراكم .. عمل يسير لمن يسره الله عليه ..


قآل تعالى: (ففروا إلى اللّه )..




سورة الذاريات ايه 50


... لنحلّق أحبتي في جو هذه الآية ....



تُرى ماالمراد بالفرار إلى الله ..؟؟؟!!!.


اخواني و اخواتي ....

الكل في الحقيقة في حالة فرار ...!
أما السعداء ... ففرارهم إلى الله سبحانه وتعالى ... إلى رحابه ... طلباً لرضوانه ...

وأما الأشقياء .... ففرارهم منه لا إليه ... ينشغلون عنه بملهيات كثيرة .. تبعدهم عن ربهم جل جلاله ...



فهؤلاء يفرّون صعوداً إلى السماء .... وهؤلاء يفرّون سفولاً إلى الوحل ..!!!


الله جلّ في عُلاه يطالبنا أن نفر إليه لا منه .. ( ففرّوا إلى الله ) ..

الفرار إلى الله يعني العمل بطاعته .. والنفور من معصيته ...
الفرار إلى الله .... شوق إلى الجنة ... وطلب حثيث لها ... وخوف من النار .. . وفزع منها ...


الفرار إلى الله .... فرار من الجهل إلى العلم ... ومن الشرك إلى التوحيد ..



الفرار إلى الله ... فرار من الغفلة إلى اليقظة .... ومن ظلمة المعصية إلى نور الطاعة ...


الفرار إلى الله .... فرار من الضيق إلى السعة ... ومن الكدر إلى الصفاء ...



الفرار إلى الله .... فرار من الكسل إلى التشمير ... ومن التخليط إلى الإخلاص ...

الفرار إلى الله .... فرار من الخلق إلى الخالق ... ومن الأرض إلى السماء ...



الفرار إلى الله ... فرار من ضيق الصدر ...إلى طمأنينة القلب وقرة العين ...


الفرار إلى الله ... فرار من سجن الدنيا ونكدها ....إلى نعيم الجنة وعبقها ...

الفرار إلى الله ... فرار من ذل الشهوة ومرارتها ... إلى عز الطاعة وحلاوة الإيمان ...

فعندما لانعلم نكون جهلاء ... وعندما نعلم ولا نعمل يكون جهلنا مركباً ..!!!



الجهل مصيبة ... وعدم العمل بما نعلم كااااااارثة ...!!


أينا يحب أن يصفه الناس بالجهل ؟.. لا أحد .. ومع هذا نرى أكثر الناس كذلك يدرون

أو لا يدرون ... يا حسرة على العباد ...


اعلمي اخي ... أن الفرار إلى الله تعالى ... فرار من الجهل بكل أنواعه ... إلى العلم الذي



يربطكم بالله جلّ جلاله .. ويشدّكم إليه ..


ولا أعني مجرد المعلومات ...

بل أعني العلم الذي يستنير به قلبكم حتى يتوهج ...
دعوا عنكم سوف ولعل وربما وأخواتها ...
اذبحوا التسويف وطول الأمل ... بسيف العزم والتشمير ... والمبادرة والتصميم ...

وارحلوا طلباً لما عند الله تعالى ... فما عند الله خير وأبقى .. وأحلى .. وأرقى ..



واعلموا أنكم ابن وابنة يومكم.. ولكم ساعتكم التي أنتم فيها ..


فما مضى من يومك مات ... وما لم يأتِ لم يولد بعد ... وقد تموتون أنتم في هذه الليلة .

بل ربما الساعة التي أنتم فيها ... فأحسنوا العمل لو كنتم تعقلون ..



قرروا أن تفرّوا إلى الله تعالى كما يُطالبكم هو بذلك ... ويلحّ عليكم أن تفرّوا إليه .. عاجلاً لا آجلاً ..

<< ففرّوا إلى الله >> ... أمر صريح ... فلماذا يراوغ الإنسان ؟؟



اعرفوا الطريق وقد بان لكم ... وشمّروا للمسير وقد لاحت لكم معالمه ...


وقرروا السفر مادامت أنفاسكم تتردّد في صدوركم....

فلعل غداً تجدون ا نفسكم محمولة على الأعناق ... لتوضعون في حفرة ضيقة ...

تتقلّب عليكم نيراناً تلظّى تشويكم ... وساعتها لن ينفعكم الصياح حسرة وندامة :



ياليتنا نعود إلى الدنيا ... فنعمل غير الذي كنا مشغولون به .. وفيه .. ومن أجله ..!!!


يا خيبة عمرنا الذي قضيناه في جهل وحمق .. ونحن نضحك .. ونغني .. ونرقص ...!!!!

لقد منحكم الله همّة وعزيمة غير أنكم لا تستثمرونهاا على الوجه المطلوب ..
فشدّوا الآن المئزر .. وأحسنوا العمل ... وأحكموا الأداء ... ليطوي لكم الله الرحلة ...

واجعلوا همّكم روح العمل لا ظاهره ... وتحقيق الحكمة من القيام بالأمر ...



لا مجرد الأداء الصوري غير المثمر...!!


اجعلوا نصب اعينكم منذ اليوم << ففرّوا إلى الله >> ...

دعوا هذه الآية تحتل أكبر مساحة من قلوبكم وعقولكم .. ثم انظروا ماذا تصنع فيكم ولكم ...!!
ثق اخي ..

أن الفرار إلى الله بصدق ... يقذفكم مباشرة إلى السماء ..لتحيي بمهرجاناتها الحافلة بكل بهجة ونعيم ...



وكلما صحّ منكم الفرار ... تذوقوا ألواناً من أسرار العبادات التي تجعل قلبكم يهتز ...


وروحكم تنتشي ..وعقولكم يهدأ .. واعينكم تقر ... وانفسكم تطمئن ...

الفرار إلى الله حقاً ..
لا يجعلكم تتعلقون بقشور الدنيا ... ولا تتساقطون على جيفها أعني شهواتها ...


بل إنكم حين تصدقون في الفرار إلى الله تعالى ...

تجدون انفسكم في يسر ... تستعلون على زخارفها وفتنها ...


وترقون فوق كل فخاخ الشياطين التي يحرصون أن يسوقوها بين ايديكم ... وعلى اعينكم ليفتنوكم بها ...

حقيقة الفرار إلى الله .. أن تشحنوا انفسكم بالنور حتى تصبح كالكوكب الدرّي يوقد من شجرة مباركة ...



أعني .. أن يستوقد قلوبكم أنوار من شجرة الوحي حتى تتوهج ...


الفرار إلى الله ... فرار من حظوظ النفس الظاهرة والخفيّة التي تقطعكم عن الله جلّ جلاله ...

وتصرفكم عن بابه ...
الفرار إلى الله ... فرار من صحبة سوء تحول بينكم وبين مولاكم وسيدكم وحبيبكم ..

إلى صحبة خير تعينكم على مزيد من التقرّب إلى الله تعالى لتنالوا رضاه ...

فرار من حظ انفسكم وهواكم .. إلى حظ الله تعالى ومراده حتى يرضى عنكم ...

وتحصيل رضاه جلّ في عُلاه غاية المنى ... وكما قال الشاعر :
إذا رضيت فكل شيء هيّنٌ ..... وإذا حصلت فكل شيء حاصلُ


قال تعالى "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين "

فمن حمل سيف المجاهدة على أهواء نفسه من أجل الله تعالى ... يفتح الله على قلبه
بعد أن تسير شوطاً في الطريق أو شوطين ...

ولا تزال تعرج إلى مقامات أعلى مادمت مشمّراً في الفرار إلى الله تعالى ...

هذا الصنف المتميز من الخلق في فرار مستمر ... وفي توبة دائمة متجدّدة لا تنقطع ...

هذا الصنف لا يسكن نفسه إلى شيء دون الله تعالى ...



ولا يفرح بما يجد من لذة العبادة ... لكنه يفرح بمهديها إليه ..وموفّقه إليها ..ومُعينه عليها ..وميسرها له ...


تناديه زخارف الدنيا وحظوظها ... إليّ ... إليّ ..

فيجيبها في ثقة واستعلاء ... إنما أُريد الذي حصل لي .. حصل لي كل شيء ...وإذا فاتني .. فاتني كل شيء ..
شعاره ( ففرّوا إلى الله)..
إن الله ربنا جل جلاله يُحب لنا الخير .. ومن ثم يهيب بنا أن نفرّ إليه ..
ولو أننا فتشنا في أنفسنا .. لأيقن أكثرنا أنه يفر من الله سبحانه ..
ولا يفر إليه ..!!!!
فهل رأينا مُحسناً غيره؟؟!!!
وهل لنا ربٌ سواه ؟؟!!
وهل رأينا نور الدنيا إلاّ بكرمه وتقديره؟؟!!!
فهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان ؟؟؟!!
يا لها من آية لو كانت في القلوب حياة ...

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

القسم الإسلامي

 
 
قديم 21-09-2016, 11:29 AM
  المشاركه #2
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 329,320
 



أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ

الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ

الْحَيُّ الْقَيُّومُ

وَأَتُوبُ إِلَيْهِ






قديم 21-09-2016, 11:30 AM
  المشاركه #3
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



عذاب تارك الصلاة ...






يوم القيامة :
1 مادمت لا تصلي ستسحب على وجهك على جمر من النار.
2.مادمت لا تصلي ينظرالله إليك بعين الغضب وقت الحساب فيقع لحم وجهك.
3.مادمت لا تصلي ستحاسب حساباً شديداً ويأمر الله بك إلى النار.






في القبر :
1.مادمت لا تصلي سيضيق عليك قبرك حتى تختلف أضلاعك.
2.مادمت لا تصلي سيوقد عليك قبرك وتتقلب على الجمر كل ليله وكل نهار.
3.مادمت لا تصلي فلك موعد مع ثعبان كل يوم خمساً فما زال يعذبك عن ترك صلاة الفجر حتى صلاة الظهر وما زال يعذبك عن ترك صلاة الظهر حتى صلاة العصر وهكذا.... بكل ضربة من هذا الثعبان تغوص في الأرض سبعين ذراعاً.... .....






عند الموت :
1.ما دمت لا تصلي ستموت ذليلاً.
2.ما دمت لا تصلي ستموت جائعاً.
3.ما دمت لا تصلي ستموت عطشاناً ولوسقيت بحار الدنيا.


في الدنيا :
1.ما دمت لا تصلي ينزع الله البركة من عمرك .
2.ما دمت لا تصلي ظلمة مستديمة في وجهك .
3.ما دمت لا تصلي كل عمل تعمله لاتؤجر عليه من الله .
4.ما دمت لا تصلي لايرفع دعاؤك الى السماء.
5.مادمت لاتصلي لايقبل دعاء غيرك لك .
6. مادمت لاتصلي تمقتك الخلائق في دار الدنيا . . . .






فهل مازلت لاتصلي ... إلا متى الغفلة ؟؟؟؟؟؟؟
إستيقظ قبل فوات الأوان ..




قديم 21-09-2016, 11:31 AM
  المشاركه #4
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 329,320
 



اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ
أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي
فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ




قديم 21-09-2016, 11:31 AM
  المشاركه #5
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



أفضل الحب وأجله محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،

وأفضل الكلام وأشرفه ذكرالله ، وأفضل العمل وأزكاه طاعة الله .




قديم 21-09-2016, 11:35 AM
  المشاركه #6
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



نقف اليوم مع عَلَمٍ من أعلام التابعين، ومن كبار الفقهاء والعُبَّاد والزُّهَّاد، من أهل الوَرَع والخشية،,,
مع الذي جعل الله له ذكرًا في العالمين، مع الذي نشأ منذ نعومة أظفاره على طاعة الله، وفَطَمَ نفسه منذ حداثته على تقواه، مع أحد خريجي مدرسة الصحابة - رضي الله عنهم - مع من تَتلمذَ على يد سيدنا عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - صاحب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد تعلَّق هذا التابعي بأستاذه تعلُّق الوليد بأمِّه، وأحبَّ الأستاذ تلميذه حبَّ الأب لوحيده، حتى قال له ابن مسعود في ذات يوم: "يا أبا يزيد،
لو رآك رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين".

إنه التابعي الجليل: (الرَّبيع بن خُثَيْم )،

والتابعي هو الذي أدرك زمن الصحابة ورآهم ولم يرَ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وأنا اليوم سأسلِّط الضوء؛ لألتقط صورًا من سيرته العطرة، ونقف معها؛ لنهتدي بها في حياتنا وتعاملنا، فالأمَّة اليوم بحاجة إلى من يحدثها عن سِيَر هولاء الأعلام، أمثال: الرَّبيع بن خُثَيْم؛ لتقتدي بها وترى أصحاب الهِمم العالية والعزيمة الصادقة؛ قال الله – تعالى –: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة يوسف: 111].

الصورة الأولى:
الربيع يغض بصره عن الحرام:
إن إطلاق البصر سببٌ لأعظم الفتن، فكم فسد بسبب النظر من عابد!
وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين! وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة، والعياذ بالله!

فالعين مِرآة القلب، فإذا غضَّ العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته،
وإذا أطلق العبد بصره، أطلق القلب شهوته وإرادته، ونقش فيه صور
تلك المبصَرات، فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.

ولذلك؛ كان السلف الصالح يبالغون في غضِّ البصر؛
حذرًا من فتنته، وخوفًا من الوقوع في عقوبته، فكان الربيع بن خُثَيْم - رحمه الله - يغضُّ بصره، فمرَّ به نسوة، فأطرق - أي: أمال رأسه إلى صدره - حتى ظنَّ النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى.

وفي ذات يوم قِيلَ له: يا ربيع، لم لا تجلس في الطرقات مع الناس؟ فقال: أنا أخشى ألاَّ أردَّ السلام ولا أغضَّ بصري.

هكذا يبالغ الربيع بالغضِّ، حتى يحافظ على قلبه الذي ربَّاه على الإيمان، فأين شباب اليوم من هذه الخصلة، التي هي غض البصر؟! أين الذين ينظرون إلى النساء المتبرِّجات في الطرقات والأسواق؟! أين الذين ينظرون إلى النساء من خلال الأفلام والمسلسلات والأغاني؟! أين الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله إذ يسترقون النظرات إلى النساء؟!

فهذا درسٌ عظيم من الربيع إلى كلِّ المسلمين، وخاصة الذين يجلسون في الطرقات والأسواق: أن كفُّوا أبصاركم عن النظر إلى الحرام.

الصورة الثانية:
الربيع يشتغل بعيوبه عن عيوب الآخرين:
لقد اشتغلَ الربيع بعيوب نفسه، وترك الاشتغال بعيوب الآخرين، وطبَّق في حياته ما قاله الله -تعالى - في كتابه الخالد: {والَّذينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، في ذات يوم قِيلِ له: يا أبا يزيد، ألا تذمُّ الناس؟ فقال: والله ما أنا عن نفسي براضٍ فأذمَّ الناس, إن الناس خافوا الله على ذنوب الناس وأمنوه على ذنوبهم.

نعم والله صدق الربيع، ألا ترون أيها الناس، أننا في مجالسنا نتحدث ونقول: والله نخشى من عذاب الله من أفعال فلان وعلان، ونخاف من عذاب الله من أقوال فلان وفلان، ولكننا ننسى أن نخافَ على أنفسنا من عذاب الله من ذنوبنا وأفعالنا وأقوالنا.

هذا إبراهيم التيمي، قال - وهو يتحدث عن أخلاق الربيع -: "أخبرني من صحب الربيع بن خُثَيْم عشرين سنة: ما سمع منه كلمة تعاب"، الله أكبر.

أيُّ تربية هذه التي كان ينتهجها الربيع مع نفسه، حتى كانت هذه السيطرة على لسانه، فلا يُسمعُ منه كلمة تُعاب مع طول مدة الصُّحبة؟!

جاء رجلٌ إلى الربيع بن خثيم, فاغتاب أخًا له, فقال الربيع بن خثيم: أقاتلت الروم؟ قال: لا، قال: أقاتلت فارس؟
قال: لا، قال: فيَسلَمُ منك فارس والروم، ولا يسلم منك المسلم؟! قُمْ عني.

فهذا درسٌ من الربيع لكلِّ من أطلق العنان للسانه بالتكلم على المسلمين، وبذكر عيوبهم، ليشتغل بعيوب نفسه عن عيوب إخوانه من المسلمين، فطُوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.

الصورة الثالثة: الربيع يعفو ويقابل السيئة بالحسنة:
كان الربيع من الرجال الذين ترجموا قول الله – تعالى -: {وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134]،
في واقع حياتهم، من الذين جرَّدوا نفوسهم من الانتقام والثأر والغضب إلا لله.

في ذات يوم، وبينما هو في المسجد ورجل خلفه، فلمَّا قاموا إلى الصلاة، جعل الرجل يقول له: تقدَّم، ولا يجد الربيع مكانًا أمامه، فرفع الرجل يده وضرب بها عنق الربيع، ولا يعرف أن الذي أمامه هو الربيع بن خُثَيم.

فماذا تظنون من الربيع أن يفعل؟ ضربه هذا الرجل، وأهانه أمام الناس وبدون سبب.

وأنا على يقين أن نفس الربيع في تلك اللحظات دعته للانتقام أمام هذه الإهانة، ولكنه داس على نفسه، وقابلها بعكس ما تريد، أتدرون ماذا فعل؟

التفت الربيع إلى الرجل الذي ضربه، فقال له: رحمك الله، رحمك الله، وإذا بالرجل يبكي بكاءً شديدًا حين عرف الربيع، أرأيتم كيف قابله بهذا الخلق العظيم؟!

وفي ذات يوم اشترى فرسًا بثلاثين ألفًا، فغزا عليها، ثم أرسل غلامه يحتشُّ، وقام يصلي وربط فرسه، فجاء الغلام، فقال: يا ربيع أين فرسك؟ قال: سرقت يا يسار، قال: وأنت تنظر إليها؟ قال: نعم يا يسار، إني كنت أناجي ربي - عز وجل - فلم يشغلني عن مناجاة ربي شيء اللهم إنه سرقني ولم أكن لأسرقه، اللهم إن كان غنيًّا، فاهده، وإن كان فقيرًا، فأغنِه (ثلاث مرات).

سُرِق له فرس، والفرس يعادل في زماننا السيارة الحديثة الغالية الثمن، ومع ذلك دعا له بالخير!

أما في زماننا، فهناك من المسلمين إذا سُرِق حذاؤه من المسجد، أقام الدنيا ولم يقعدها على السارق، ويبدأ يسبُّ ويشتم ويلعن ويدعو عليه بالهلاك! وهناك من يفعل مثلما فعل الربيع. فالربيع من خلال موقفه يخاطب المسلمين، فيقول لهم: اجعلوا قول الله – تعالى -: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34 - 35]، شعاركم في مواجهة من اعتدى عليكم، وعوِّدوا ألسنتكم على الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة صدقة.

الصورة الرابعة:
الربيع يثبت أمام إغراء النساء:
اسمع إلى هذا الموقف، وهذه القصة، وتدبَّر ما فيها من عِبرة، كان الربيع معروفًا بجماله، كان جميلاً كأشد ما يكون الجمال، حتى إن المرأة إذا نظرت إليه لا تستطيع أن تملك نفسها، وقيل عنه: إنه كان يغطي على جزء من وجهه حتى لا يفتن النساء، ولكن كان مع هذا من أعظم عباد الله خوفًا من الله، وكان عُمره لا يجاوز الثلاثين؛ وكان في بلده فُسَّاق وفُجَّار يتواصون على إفساد الناس، وليسوا في بلد الربيع فقط، بل هم في كل بلد، ثُلَّة تسمى فرقة الصدِّ عن سبيل الله، يهمُّها أن تقودَ شباب الأمة وشيبها ونساءها إلى النار.

تواصوا على إفساد الربيع، فجاؤوا بأجمل امرأة عندهم، وقالوا: هذه ألف دينار، قالت: علام؟ قالوا: على قُبْلة واحدة من الربيع، قالت: ولكم فوق ذلك أن يزني، ثم ذهبت وتعرَّضت له في ساعة خلوة، وأبدت مفاتنها، ووقفت أمامه، فلما رآها صرخ فيها قائلاً: يا أمة الله، كيف بك إذا نزل ملك الموت، فقطع منك حبل الوتين؟! أم كيف بك يوم يسألك منكر ونكير؟!
أم كيف بك يوم تقفين بين يدي الربِّ العظيم؟! أم كيف بك إن لم تتوبي يوم تُرمَيْن في الجحيم؟! فصرخت وولَّت هاربة تائبة عابدة عائدة إلى الله - عز وجل- تقوم من ليلها ما تقوم، وتصوم من أيامها ما تصوم، فلقِّبت بعد ذلك بعابدة الكوفة، وكان هؤلاء المفسدون يقولون: أردنا أن تفسد الربيع فأفسدها الربيع علينا؛ {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ} [الأنعام:116].

يا تُرى ما الذي ثبَّت الربيع أمام هذه الفتنة؟ هل هي قلة الشهوة؟ إن الشهوة لعظيمة؛ إذ هو في سن أوج الشهوة وعظمتها - سن الثلاثين - ومع ذلك ما الذي ثبَّته هنا، وما الذي عصمه؟ إنه الإيمان بالله، إنها الخشية من الله تعالى.

الصورة الخامسة:

الربيع شديد الخوف من الله:
كان الربيع بن خثيم يتجهَّز لتلك الليلة التي سيفارق فيها أهله وماله، فيروى أنه حفر في بيته حفرة، فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيها، وكان يمثل نفسه أنه قد مات وندم وسأل الرجعة، فيقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون : 99 ، 100]، ثم يجيبُ نفسه، فيقول: "قد رجعت يا ربيع"، فيُرى فيه ذلك أيَّامًا؛ أي: يرى فيه العبادة والاجتهاد والخوف والوجل.

وكانت أمُّ الربيع بن خُثَيْم تنادي ابنها الربيع , فتقول: يا بني، يا ربيع، ألا تنام؟ فيقول: يا أمّاه من جنَّ عليه الليل، وهو يخاف البيات، حقَّ له ألاَّ ينام، فلمّا بلغ ورأت ما يلقى من البكاء والسَّهر، نادته، فقالت: يا بني، لعلك قتلت قتيلاً؟ فقال: نعم يا والدة، قد قتلت قتيلاً، قالت: ومن هذا القتيل يا بني حتى تَتحمل على أهله، فيعفون؟ والله لو يعلمون ما تلقى من البكاء، والسَّهر بعد، لرحموك، فيقول: يا والدة، هي نفسي؛ أي: قتلتُ نفسي بالمعاصي.

وهكذا هم طلاب الآخرة في صراع دائم مع أنفسهم التي تدعوهم إلى السوء، ويدعونها للصلاح، تجذبهم بقوة خارج الصراط، ويجذبونها بقوة نحو الصراط.

وقالت ابنةُ الربيع للربيع: يا أبت، لم لا تنام والناس ينامون؟ فقال: إن البيات في النار لا يدع أباك أن ينام.

الصورة السادسة:
الربيع محافظ على الصلاة في المسجد:
كان الرَّبيع بعدما سَقَطَ شِقُّه؛ يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحاب عبدالله يقولون: يا أبا يزيد، لقد رخَّص الله لك، لو صليتَ في بيتك، فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: حي على الفلاح، فمن سمع منكم ينادي: حي على الفلاح، فليجبْه، ولو زحفًا, ولو حَبوًا.

فأين شبابنا وأقوياؤنا الذين تركوا الصلاة في المساجد، ويصلون في بيوتهم، وقد رزقهم الله الصحة والعافية؟!

أين الذين إذا بعد المسجد عن بيوتهم قليلاً، تركوا الصلاة فيه، وأصبحوا يصلون في بيوتهم؟! لا أخالهُم الآن يجدون جوابًا لهذه التساؤلات.

وفي الختام،
قيل للربيع بن خُثَيْم: ألا ندعو لك طبيبًا؟ قَالَ: أَنْظِروني، فتفكَّر، ثم قَالَ: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان : 38]، قَالَ: فذكر حرصَهم على الدُّنيا ورغبتهم، فيها، وقال: قد كانت فيهم أطباء، وكان فيهم مَرضَى، فلا أرى المداوي بقي، ولا أرى المداوى، وأُهلِك النّاعتُ والمنعوت، لا حاجة لي فيه.

فنسأل الله أن يعاملنا بعفوه وكرمه، اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعفُ عنا، اللهم توفَّنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، >>
ابوبيان 15 متواجد حالياً تقرير بمشاركة سيئة رد مع اقتباس




قديم 21-09-2016, 11:38 AM
  المشاركه #7
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 329,320
 



اللَّهُمَّ أَعِنّا عَلَى ذِكْرِكَ

وَشُكْرِكَ

وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ




قديم 22-09-2016, 10:59 AM
  المشاركه #8
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 159,313
 



الله يجزاك الخير



قديم 24-09-2016, 01:37 PM
  المشاركه #9
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



ومن يعمل الصالحات فجزاؤه عند الله موفورا قال الله تعالى
( ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولايظلمون نقيرا )




قديم 24-09-2016, 01:38 PM
  المشاركه #10
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



ويقول سبحانه وتعالى ( من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ماكانوا يعملون )
فاألأعمال الصالحة في هذه الايام العشر عندالله من ازكى الأعمال واطيبها وجميعها محبوبة عند الله تعالى وتفضل على غيرها من الأعمال عندما تكون في غير هذه العشر المباركة المعظمة عند الله
والأعمال الصالحة اليومية لاحصر لها فمنها الصلاة والذكر وتلاوة القرآن وبر الوالدين وغيره من النوافل والمستحبات الا ان هناك اعمال صالحة مرغوب فعلها في هذه الأيام خاصة فمنها :
الحج الى بيت الله الحرام لمن استطاع الى ذلك سبيلا والج المبرور ليس له جزاء الا الجنة
ومن تلك الأعمال صيام الأيام التسعة كما نُقل عنه بعض ازواجه صلى الله عليه وسلم انه ( كان يصوم تسع ذي الحجة )
وكذلك صيام يوم عرفة كما قال صلى الله عليه وسلم ( احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده )
ومن تلك الأعمال التكبير والتحميد والتهليل وصفته ( الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد )
ويبدأ من مغرب اول ليالي ذو الحجة حتى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر من ذو الحجة
ومن الأعمال التي تبدأ من اليوم العاشر صلاة العيد وكذلك ذبح الأضاحي وهي سنة مؤكدة ، بأضحية واحدة عن النفس والأسرة من الأحياء والأموات مالم يكن هناك وصايا من الأموات
ومن اراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره واظفاره شي من دخول العشر
فإنها فرصة عظيمة لمن ادركها فلنغتنمها بالاعمال الصالحه قبل ان نتحسر عليها في الدنيا والآخرة ( فالذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم )
واعلموا عبادالله : انه ينبغي لمن كتب الله له الحج ان يقرأ في هذا الجانب كثيرا فتعلم مناسك الحج على من اراد الحج واجب لابد منه ولايعذر بجهله في هذا الزمان حتى لايقع في اخطاء هو في غنى عنها
وعليه ان يسأل عن كل ماأشكل عليه أولا باول وفي حينه
فعبادة الله على بصيرة خير وافضل من التعبد مجاراة لما عليه الناس
اسأل الله ان يوفقنا جميعا للعمل الصالح




قديم 24-09-2016, 01:40 PM
  المشاركه #11
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 



خطب مسيره .. من جامع دخنه

http://www.shababharb.com/vb/forumdisplay.php?f=4




قديم 25-10-2016, 01:37 PM
  المشاركه #12
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 63,279
 




أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



02:20 AM