logo

قديم 24-02-2017, 12:40 AM
  المشاركه #2545
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 207
 



هل انتم مثلي


اجد احيانا تغريدة حلوه مسمسمه ..تتهيأ لي بأن اغمز احرفي لها ...اما اعجابا ..او اطراء ..او ردا

ثم اقتنص فكري وعقلي في محاولة جريئة للرد
وما انتهي من تلك التغريدة حتى اجدها فاقت العدد المسموح لها واصبحت سالبه باكثر من عشرون حرفا

ياتي بعدها دور الرقيب ..المقص ..فأقص كل احرفي
واعاود رصها ورصفها ...

هههههههع

ثم لا اقتنع بها ..فقد جردتها من رونقها
فاحذفها ...

واروح حساب المواطن
ههههه




 
 
قديم 29-04-2017, 09:20 AM
  المشاركه #2546
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 207
 



من مثلي يحب سماع صوت حبات المطر وهي تعزف بترانيم اصواتها على نافذتك ..لتدعوك لمشاهدتها

تخيلوا ان هذا الوقت ياتي مع بزوغ الصباح ..سماء ملبذة بالغيوم ..اصوات الرعد تاتي من بعيد وتطرق عليك نافذة بيتك لتقول لك استيقظ ...حبات المطر هي الاخرى تاتي في تموج عجيب يميل بها النسيم يمنة ويسره
حيث يريد ..لتسقط على جسدك وتنعم ببرودتها
هواء عليل ..صباح احتجبت الشمس خجلا فيه مع حضور تلك السحب الرائعة ..

تتساقط الأمطار لتحيي في داخلك امل جديد بعذوبة هذه الحياة ...وجمال رونقها ..

مكة اليوم ..كان صباحها برائحة المطر ...ي لروعة هذآ السقوط ..
حتى الارض اشعر انها تتنفس مطرا في هذا الصباح الجميل ..


هناك اشياء تفرحنا ..
تغيب طويلا عنا ..ثم تاتي فجأة لتدخل شعور السعادة في قلوبنا ...
ترتوي فيها المشاعر ..كما ترتوي فيها الارض عند نزول حبات المطر ...


دعوني اخبركم بسر عجيب
لسقوط الامطار في مكه جمال لا يضاهيه جمال في كل الدنيا
من لم ينعم بهذه اللحظات .فقد فاته الكثير ..


صباحكم ممطر ..برائحة هواء مكه


..






قديم 12-05-2017, 11:16 PM
  المشاركه #2547
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 207
 



تحت سماء يوم عاصف كانت تبدو السيارة الحمراء الصغيرة كخنفساء تائهة بالجحيم وهي تسير على الطريق الأسود النحيل المهجور الذي يلتف حول الكثبان الرملية الذهبية الممتد من القرية للمدينة.

محسن ذو الخامسة والأربعين سنة المحشور بجسده الضخم داخل سيارته الحمراء الصغيرة مازال يحاول التصالح مع الحياة كل يوم إلا أن واقعه صعب التجاوز يستطيع افساد أجمل لحظاته بكل بساطة , ها هو يعود من عمله ببئر الغاز بالقرية لأطراف المدينة الصغيرة حيث يعيش ببيت شعبي ضيق مع زوجته وأولاده الثلاثة. يتذكر الآن وهو يقود سيارته كيف كانت تناديه أمّه بــ ملعقة السكر, ساخرة منه أنه يحرك الأشياء وينقلها دون أن يكون له حظ فيها.

أمام سيارة محسن بعشرين كيلو كان سائق سيارة نقل النقود المصفحة يضحك وهو يشاهد مقطعاً بهاتفه . وأمامه بخمسة كيلو حيث ترعى قطعان الإبل على جانبي الطريق كان الفحل الأسود المزبد ينظر للناقة التي ترعى بغفلة قرب الطريق وهو يحرك قدمية بقوة حتى تحررتا من العقال , فصار يركض نحوها, حين انتبهت له الناقة جفلت برعب وركضت لتقطع الطريق باللحظة التي تمر بها سيارة النقود , لترتطم بها بقوة محطمة مقدمة السيارة كلها ساقطة على جانب الطريق أما السيارة فكانت تتقلب على الجانب الآخر لتسقط على جنبها الأيمن , مرسلة دخاناً أسوداً للسماء مؤذنة بالاشتعال.

بعد عشر دقائق كان محسن يقترب من نقطة الاصطدام ليرى منظر الدماء وجثة الناقة الهامدة والسيارة المقلوبة التي بدأت النار تأكل أنابيب الزيت فيها وتمتد لتقترب من خزان الوقود. أوقف سيارته ونزل بسرعة مقترباً من المصفحة بحذر وهو ينادي :

هل يوجد أحد هنا ؟.. لكن لم يسمع أي صوت لذا أقترب أكثر ليصعد على جنبها الأيسر محاولاً فتح الباب إلا إنه كان ثقيلاً جداً ويستحيل عليه رفعه لوحده , نزل من السيارة وذهب لجهة المقدمة ليري الزجاج الأمامي محطم تماماً , نظر له ثم تشجع ودخل من فتحة الزجاج لداخل السيارة ليجد السائق ملقى في المؤخرة, حمله ليخرجه من السيارة التي تؤذن بالاشتعال الكامل بأي لحظة , وضع اذنه على صدر السائق ليدرك أنه قد فارق الحياة, أمتلئ قلبه بالحسرة وهو ينظر لجثته وأخرج هاتفه ليتصل إلا أن بطاريته كانت فارغة لذا بحث بجيب الميت فوجد هاتفه وأتصل منه على الشرطة ثم الاسعاف وابلغهما بمكان الحادث.

ابتعد بعد ان صارت قشعريرة الموت تخيفه كلما نظر للجثة , واقترب من السيارة واخذ يدور حولها ليتأكد ألاّ أحد بالداخل, إلا أنه رأى عبر الزجاج الخلفي ظلاً قد يكون لرجل ثاني لذا دخل بسرعة كما فعل بالمرة الأولى وذهب لمؤخرة السيارة ليجدها فارغة إلا من صناديق رمادية مستطيلة منثورة بالخلف, نظر لأحدها التي كانت مفتوحة جراء ارتطامها القوي مع الحادث فوجدها مليئة بالنقود.

مرّت ثانية توقف بها العالم الذي كانت خطوط الدم تسير فيه نحو أسفل الطريق ليعمل الزمن داخل محسن الذي ينظر به للنقود مصارعاً نوازعه. ترك الصندوق المفتوح وحمل اربعة من الصناديق المغلقة ورماها وعاد ليحمل المزيد وما أن أخرج تسعة حتى وصلت النار لخزان الوقود فاشتعلت بالكامل وبدأ اطارات السيارة بالانفجار واحداً بعد الآخر ومحسن يركض حاملاً أكثر ما يستطيع من الصناديق , ليبعدها عن النار ثم يعود ليحمل الصناديق المتبقة التي أخرجها من قبل, بعدها اتجه لسياراته وفتح الشنطة الخلفية وصار يرمي الصناديق بسرعة وهو ينظر بخوف وحذر لطرفي الطريق الخالي.

اغلق الشنطة بقوة وركب السيارة وغادر مسرعاً, وهو يقول لنفسه بأنه كان بطلاً قبل خمس دقائق وها هو الآن يغادر كلص . يحدث هذا وسيارة نقل النقود صنعت لسان نار غاضب ينفث الدخان الأسود والانفجارات الصغيرة خلفه , وهو ينظر بالمرآة الجانبية للجثة المسحوبة على جنب الطريق وللناقة الميتة على الطرف الآخر والوشم المثلث على رقبتها الذي يبدو كطلسم سحري بعينيه المتسعتان.



وصل المدينة وأوقف سيارته أمام بيته ودخل لتتلقاه زوجته السمينة ذات الملامح الحزينة دائماً بالأسئلة عن سبب تأخره وسبب عدم جلب الأغراض التي طلبتها منه معه, فما كان منه إلا أن أحتضنها بقوة وقبل شفتيها فسكتت وهي تنظر إلى عينيه الجديدتان التي لم تعرفهما من قبل.

بعد أن نام الجميع نهض محسن من فراشه وذهب لسيارته ليفتح الشنطة بعد أن تأكد ألا أحد يراقبه أخرج الصناديق وصار يدخلها بسرعه داخل البيت ثم أحكم اغلاق الباب بالمزلاج, حاملاً الصناديق بدفعتين إلى المخزن الصغير بسطح بيته, ثم أغلق باب المخزن وأشعل سيجارة , سحب منها ثلاثة أنفاس متتالية مما جعل جمرة السيجارة تصل بسرعة لنصفها , والدخان يتصاعد من فمه كان يتذكر مشهد دخان السيارة الذي يخفي الجثث بلحظة ثم يكشفها بالأخرى وكأنه يعلب ( الاستغماية ) مع ذاكرته. لذا رمى بالسيجارة وعاد بسرعة لغرفته لينام بسريره قبل أن تشعر زوجته بذهابه.

صباح يوم الخميس كان مليئاً بالهواجس, استيقظ محسن من نومه فزعاً بعد سماع بكاء طفله, كان ينظر له وهو يرضع الحلمة , صارخاً بغضب داخله بأن عليه أن يفعل أي شيء كي لا ترى عينيه الحرمان , عليه أن يقتل الوحش من أجلهم , ولكن بداخله أيضاً صوت يقول له : ماذا لو أصبح هو الوحش؟.

خرج كعادته من البيت للدرب المؤدي للقرية حيث يعمل وبداخله آلاف المخاوف المبهمة , حين اقترب من مكان الحادث وجد سيارة الشرطة واقفة على الجانب الأيمن للطريق. مر ببطء ليشاهد سيارة السحب تحاول صعود الطريق نحو المدينة وفوقها سيارة النقود وقد تحولت لقطعة حديد سوداء وجنبات الطريق مكنوسة بالماء , غادر الموقع وهو ينظر بالمرآة الخلفية مبشراً نفسه أن كل شيء على ما يرام. حينها سمع رنين هاتف في سيارته , بحث عن مصدر الرنين حتى وجد تحت مقعد الرديف هاتفاً محمولاً , ليتذكر أنه هاتف السائق بالأمس.
نظر لشاشة الهاتف التي تومض وقد كتب عليها :
أم العيال يتصل بك
تدفقت كمية هائلة من المشاعر والأفكار والمخاوف لقلبه مما جعله يوقف سيارته على جانب الطريق ويخرج منها تاركاً الهاتف يرن داخل السيارة..

شيء ما كان يقول له داخله :
اجمع شتاتك وتشجع , لقد مات الرجل وزوجته تبحث عنه منذ الأمس, هل تدرك الآن مالذي حدث أيها المذهول ؟ . استعاد الرجل رشده وركب السيارة ليحمل الهاتف ويرميه بقوة في جوف الصحراء وهو يقول لنفسه مغادراً نحو القرية : لقد مات الرجل , وأي خير بأن تعرف زوجته هذا مني ؟! .

ببئر الغاز حيث يعمل محسن كفني صيانة للأنابيب كان القهوجي يتحدث مع أحد المهندسين وهو يسكب له الشاي في استراحة الغداء عن حادثة الأمس التي مات بها أحد رجال القرية , تغيرت ملامح محسن فجأة وصار يستمع باهتمام بالغ لحديث القهوجي :
أخبرني بالأمس أبني الذي يعمل بالشرطة أنهم وجدو الجثة مسحوبة للخارج والنار مشتعلة بالسيارة . والناقة المدهوسة قد ازيل الوشم الذي عليها لذا لن يعرفوا أبدا من كان صاحبها , فيا لتعاسة أهله . أنهى كلامه وهو يهز رأسه بأسى مغادراً الغرفة , تاركاً محسن تائهاً بين الصدمة والشعور بالخطيئة والخوف, كان يقول لنفسه بأنه لو لم يذهب تاركاً مكان الحادث لما أزيل الوشم من الناقة.

ما أن عاد من العمل بالقرية داخلاً المدينة حتى اتجه للفور لصديقة الذي يعمل بالبنك . صافحة بحرارة وتحادثا قليلاً عن الأولاد ثم قال له بأنه يفكر بفتح حساب ادخار , فلديه بعض المال الذي ادخره لسنوات ولا يريد أن يبقيه بمتناول يديه كي لا يصرفه.
ضحك صديقه وهو يهز رأسه موافقاً بأنه قرار ممتاز , وبأن عليه تعبئة بعص النماذج فقط . كان محسن ينظر له وهو يخرج بعض الأوراق من أحد الدروج وبيده الأخرى يمسك بملف فتح الحساب حين قال له بطريقة توحي بعدم الاهتمام بأنهم يتحدثون حيث يعمل بالقرية عن حادثة مؤسفة وقعت بالأمس لسيارة نقل نقود مات فيها السائق.

أنهى كلامه وهو ينظر لملامح صديقه بدقة محاولاً قراءتها , وضع الأخير الأوراق والملف داخل ظرف كبير وسلمه لمحسن ثم نهض من كرسيه ليغلق باب مكتبه وهو يقول هامساً بأنه لا يريد أن يسمع حديثهما ,انعقدا حاجبا محسن الكثيفان ومال بجسده للأمام صوب صديقه الذي قال له بأنها ليست نقود البنك , بل هي نقود ملعونة كانوا يحتفظون بها بخزنتهم فقط.

محسن الذي لم يعتد من صديقه الذي يعرفه لأكثر من عشرين سنة استخدامه عبارات اللعن امتعض مسائلاً , فما كان من صديقه إلا أن أخبره أنها نقود تستخدمها المباحث للقبض على تجار المخدرات والأسلحة , أي أنها أشبه ما تكون بالطعم الذي يرمونه لمن يريدون القبض عليه , فهم يحفظون الأرقام التسلسلية التي على العملة , كما أنهم يدهنونها بحبر سري لا يرى إلا تحت ضوء معين.

تلون وجه محسن بلون كان يتمنى لو أنه لون سري وهو يتأمل اللعنة التي وضع نفسه بها , مالذي سيفعله الآن , كان يقول لنفسه وصديقه يتحدث بأنه عليه التأكد أن كانت النقود معلمة حقاً بالحبر السري. لذا أنهى زيارته وهو ينهض شاكراً صديقه.

عاد للبيت بمصباح أزرق , دخل المخزن الصغير الذي وضع النقود به ووصل المصباح بالقابس وضج المخزن الصغير المهجور بالضوء الأزرق الصارخ الذي حول ثوب محسن الأبيض لشيء أشبه بشبح مشع , فتح أحد الصناديق وأخرج رزمة , فكها وأبدأ يقلب الأوراق ليرى بالفعل رموزاً وحروفاً على أطراف الأوراق النقدية لا ترى بالإضاءة العادية. فما كان منه إلا أن أغلق الصندوق ودسه بمخبئه واطفئ المصباح الأزرق الغريب وخرج من المخزن , ليتابع المسير نحو الباب الخارجي للبيت ومن ثم صار يسير في أرصفه الحي وهو يحدث نفسه , بأن حظه السيء وقراراته الغبية ورطته بلعنة حقيقة لا يستطيع الآن إلا محاولة الفكاك منها.

ولكن مالذي كان يجب عليه فعله . هكذا كان يتساءل وهو يسير بلا هدى , أكان عليه أن يعطي النقود على الفور للشرطة ؟ أوليس هذا تصرفاً شجاعاً وأحمقاً كان عليه القيام به ؟ أم أكان عليه ترك النقود لتحترق داخل السيارة ؟ أوليس هذا هو العمل الغبي الذي كان عليه أن يفعله حقاً ؟ عاد السؤال ثقيلاً على مساحة وعيه المتبقية له , كيف يتصرف الآن ؟ إن صرف النقود سيقبضون عليه , وإن هو أبقاها فعليه تحمل هم التفكير بها بكل وقت, لذا توصل إلى أن حرقها سيكون أفضل قرار ممكن.

نهض مع صوت أذان الفجر , أغتسل و صلى بالمسجد , ليعود للبيت متجهاً نحو المخزن , فتح الباب بقوة واخرج الصناديق وبدأ يفتحها ويرمي الرزم داخل كيس كبير . ربط رأس الكيس وحمله معه مغادراً البيت. ركب السيارة ووضع الكيس بمقعد الرديف متجهاً لعمله وقد عقد النية على التخلص من النقود بطريق العودة.

بالمنحنى الذي مات به الرجل كان يسير بقلب مرتعد وروح تشعر بالخزي والعار. لذا أذهلته الهموم وهو ينظر لكيس النقود ولمنظر الجثة في ذاكرته عن الطريق فانطلق بسيارته متجاوزاً مخرج القرية التي يعمل بها , فجأة حين أفاق من سكرة ضميره وجد نفسه قد وصل للتقاطع الذي يقود لطريق العاصمة, أوقف سيارته ونزل منها متجهاً نحو الابل التي تسير بسكينة والراعي يلحقها على حماره . توقف الراعي وترجل من حماره ليصافحه , تجاذب الرجلان الحديث حتى استأنس أحدهما بالآخر , ثم ذهب محسن ليتفقد الابل وكأنه يريد التحول لراعي والهرب من حكايته, إلا أنه سرعان ما جفل وعاد لوعيه وهو يشاهد وشماً مثلثاً على رقاب الإبل, إنه نفس الوشم الذي رآه على الناقة بالحادث.

عاد بهدوء متصنع للراعي ليتحدث معه عن كثرة القطيع وأنه من الظلم أن يرعاها لوحده, فما كان من الراعي إلا أن رسم ابتسامة ممتعضة, بعدها ذهب محسن لسيارته ليعود برزمة من النقود دسها في جيب الراعي المذهول. قائلا له أن الله أعطاه مالا لا يستطيع الاستفادة منه. نظر الراعي بحزن وتعاطف لمحسن ظنا منه أنه مريض وسيموت قريبا. فما كان من الأخير إلا أن أستغل الموقف ليسأل الراعي عن صاحب الإبل , فقال له بأنها لبن دغمز وهو رجل حقير وبلا ضمير , تفاعل محسن مع الراعي وشجعه على الحديث ليتابع بخوف بأنه أدرك مؤخراً أن سيده يتخذ القطيع كغطاء لتجارته بالمخدرات , وأنه يريد الفكاك منه والتحرر.

هنا لمعت فكرة برأس محسن أفضل من حرق النقود الملعونة , بل ارسالها إلى حيث تستحق , نظر للقطيع وهو يقول له بأنه يريد شراء القطيع كله وجعل الراعي يعمل معه, فما كان من الأخير الذي ذاق قبل قليل كرم محسن إلا أن أخرج هاتفه ليتصل على بن دغمز , أخبره الراعي وهو ينظر لمحسن بتوتر بأن هناك رجلاً يريد التكلم معه بشأن شراء القطيع, تبدلت نبرة بن دغمز لتتحول من متغطرسة آمره , لنبرة شبقة متسائلة وهو يطلب من الراعي اعطاء السماعة للمشتري . بعد أن تحدث الرجلان بالهاتف قليلاً أغلق محسن السماعة وأعطاها للراعي.

بعد نصف ساعة كانت سيارة دفع رباعي بيضاء تقترب من بعيد وقرص شمس الغروب الضخم خلفها يبدو كعين غاضبة تحذر محسن من جنونه, بعدها توقفت السيارة ونزل رجل أكلت الشمس من ملامحه حتى شبعت ذو رأس شبه مربع وحاجبان عريضان وجثة ضخمه . أبتلع محسن خوفه مع حبيبات التراب التي كانت تقرصه وهو ينظر لهذا الوحش الذي قرر أن يلعب معه.

تصافحا وتحدثا قليلا ً وهما يدوران حول القطيع , حين سأل بن دغمر محسن بنبرة خشنة عن العدد الذي يريده . فما كان من الأخير ألا أن أبتعد قليلاً عن الرجل قائلاً له وهو ينظر للقطيع بأنه يريده كله. صدم بن دغمز وقال لمحسن متسائلاً إن كان يعرف قيمة ما يتحدث عنه, فما كان من محسن إلا أن هز رأسه بثقة قائلاً للرجل بأن يخبره كم يريد. صمت بن دغمز قليلاً وأخذ ينظر للقطيع وهو يحك ذقنه وشاربه ثم قال بأنه يريد عشرين مليوناً , نظر محسن بازدراء مصطنع يخفي خلفها لا مبالاته بالمبلغ وهو يقول له , بأنه سيعطيه المبلغ نقداً اليوم إن هو قلله إلا أن الأخير أصر على كامل المبلغ أو أن يلغي الصفقة , وافق محسن على مضض وطلب من الرجل البقاء بمكانه ريثما يذهب إلى جماعته الوهمية ليخبرهم بالسعر ويعود بالمال إن وافقوا. كانت سيارة محسن تصغر وتختفي في الغسق وبن دغمز ينظر له بطمع وتوتر كنظرة المفترس لكائن لم يعرف بعد إن كان فريسة أو مصيدة.

بعد ساعة أرخى الليل ستارة وتدلت النجوم بالسماء ومصباحا سيارة محسن الأصفران يثقبان ستر الظلام نحو مراح بن دغمز, توقفت السيارة ونزل متجهاً صوب النار الراقصة بجوف الخيمة الكبيرة. حياه الرجل وهو يطلب منه الجلوس, مد لبن دغمز كيساً مربوطاً , فتحه الرجل ليجد به حزماً من النقود. نظر لمحسن الذي بادره بالقول بأنها عشرين مليون كما الاتفاق. بدأ الرجل يعد النقود ومحسن يحاصره بالنظرات ليشعره بأنه يراقب كل ورقة يعدها , بعد فترة طويلة أنتهى الرجل من العد وقال لمحسن وهو يضع النقود بالكيس , بأنه يستطيع أخذ القطيع الآن. إلا أن محسن قال له وهو يرمي بحجره رزمة نقود بأنه يريد الراعي أيضاً , ضحك الرجل وهو يأخذ الرزمة قائلاً بأنه لم يتصور أن يكسب من وراء الراعي التعيس.

ظهر محسن العريض كان يغري بن دغمز بالانقضاض عليه من الخلف وقتله واخذ ما تبقى معه من مال واسترداد قطيعه , إلا أنه كان مضطراً أن يتركه يرحل, لأنه متورط مع جماعة مرعبة بصفقة مخدرات فاشلة ويريد بيع كل ما يملك والهرب قبل أن يصلوا إليه , لذا كان ينظر لمحسن بأن هدية من القدر أتت لتسهل عليه مهمته.

بعد أن أبتعد القطيع الذي يسوقه الراعي على حماره ومحسن على سيارته الحمراء عن عيني بن دغمز حتى توقف محسن ليطلب من الراعي الاستماع له جيداً , أخبره بأنه عليه الاتجاه للقرية الأخيرة قبل المدينة , تحديداً لبيت محدد فيها. كان الراعي يستمع جيداً لمحسن وعيناه تتسع مع كل كلمة يقولها حين أنتهى محسن من حديثه, كان الراعي يبكي بسعادة محاولاً تقبيل يدي محسن الذي زجره بمحبه واحتضنه بأخوة وودعه بسلام.

انطلق محسن للمدينة ليلاً, وحين دخلها نظر لكيس النقود الذي تبقى منه نصفه ولمعت برأسه فكرة جعلته يضحك حتى يسعل , فتوقف أما القرطاسية وأشترى ظروفاً وقلماً عريضاً وصار يضع داخل كل ظرف خمسين ألف ويكتب عليه ( من بن دغمز ) , وبعد أن أنتهى صار يطوف بيوت الفقراء والمتعففين ويضع تحت كل باب ظرف , وهكذا فعل حتى أنهى كل ما لديه . بعدها عاد للبيت لينام قرب زوجته التي اقتربت من طرف السرير لتحتضنه كعصفورة خائفة. كان يبكي ويضحك وارتعاشاته تكاد تفضحه أمام زوجته, هاقد تخلص من كل شيء ليعود صفر اليدين , ها هو قد ورط الجميع بخطيئته الآن.

كم كان الصباح مليئاً بالأخبار , خرج الأطفال ليرقصوا بالشوارع , وامتلأت دكاكين أحياء الفقراء فجأة بالزبائن , وضجت الحياة بألوان لم ترسم من قبل , كان محسن يغادر المدينة للقرية وهو ينظر بفرحة وحسرة وخوف لما صنع. حين وصل لعمله وجد القهوجي الذي كان وجهه يفيض سروراً, وحين سأله عن سبب سعادته أخبره بقصة غريبة مفادها أن أطفال السائق تلقوا دية عبارة عن قطيع هائل من الإبل كان من بن دغمز . ضحك محسن بسخرية وهو يشاهد أثر خطته.

بعد فترة حاول أحد الفقراء الذين وزع عليهم المال ايداع بعضه بالبنك , فقبض على المسكين وحققت معه الشرطة ليخبرها بقصة الظرف الذي وجده تحت بابه . أنتشر الخبر بين الناس عن قصة بن دغمز مع الأيتام الذين أعطاهم كل إبله كديه لهم , والمال الذي يوزعه على الفقراء , فتحول الرجل إلى روبن هود.

بعد أيام قليلة القي القبض على بن دغمز وحين فتشوا مكانه وجدوا النقود المسروقة مع جملة ما وجدوا من مصائب. بعد التحقيق معه رفض الاعتراف بسرقة المال وتوزيعه , وأخبرهم بأنه باع قطيعه على رجل, لكنهم لم يتقنعوا بأقواله , فما كان منه إلا أن قال لهم بأن الراعي سيخبرهم الحقيقة.

ذهب المحقق للقرية ليجلس مع الراعي ومعه بن دغمز ليقول له إن كان يعرف هذا الرجل , فما كان من الراعي إلا أن هز رأسه بالإيجاب , حينها تابع المحقق ليسأله عن القطيع الذي وهبه للأيتام, كان الراعي يفرقع أصابعه وهو يتذكر حديث محسن الأخير له وهو يقول لهم : بأن بن دغمز رجل كريم نبيل أصيل حين علم بأن رجلاً مات وترك خلفه الأيتام بسبب ناقته , قرر أن يهب قطيعه كله لهم , ثم تابع الراعي وهو يتذكر وعد محسن له بأنه سيتحرر من بن دغمز للأبد إن هو تحدث عنه وكأنه أشرف رجل على قيد الحياة, كان الراعي يكاد يفقد عقله من الخوف وهو يقول كلاماً لا يفهمه ولا يشعر به , وبن دغمز ينظر بذهول ودهشة للراعي غير مصدق ما يسمع. ولكنه كلما حاول تكذيبه صمت , كيف يكذب رجلاً يقول عنه بأنه أكرم الناس وأشرفهم وأشجعهم. بعدها نظر المحقق لبن دغمز بنظرة جديدة وهو يقول له بأنه يشرفه أن يعرف رجلاً مثله لكن لابد من تطبيق القانون عليه.

بحجز التحقيق كان الموقوفين يتهامسون عن بن دغمز ورجولته وكرمه , حتى أنهم يقومون له حين يمر ويفسحون له المكان حين يجلس ويصمتون حين يتحدث. بدأت مشاعر الرجل تستجيب للجريمة الوحيدة التي لم يقم بها , وقرر تقمص الدور وتلبس التهمة.

تحولت قصة بن دغمز لقضية وطنية تتحدث بها كل وسائل الاعلام فتم اسقاط الجناية على حاملي النقود بعد أن أستحال حصرهم أو منعهم من التصرف بالمال واستطاعوا التمتع بها , كان محسن حينها بغرفة الجلوس مع زوجته وأولاده ينظر للبرنامج الحواري الذي يتحدث به الشيخ عن الخير الكامن بقلب أعتى الأشرار كابن دغمز ودكتور علم النفس ذو النظارات الكبيرة يهز رأسه موافقاً , أما محسن فكانت ينظر لهم وهو يسمع صوت الحق داخله يقول له : كان لابد أن تخسر لتربح..

لذا ضم زوجته وأبناءه بقوة لحضنه وعلى وجهه ابتسامة متسامية تليق بملعقة سكر

راق لي




قديم 17-05-2017, 01:04 PM
  المشاركه #2548
سفير الملتقى
نجم مسابقة الملتقى
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 24,395
 



يسعد مساااااااااااك



قديم 29-05-2017, 05:55 AM
  المشاركه #2549
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 2,432
 



يسعد صباااحك يا سفير

..




قديم 29-05-2017, 12:12 PM
  المشاركه #2550
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 2,432
 



رمضان يجمعنا

ودي يستظيفوني في لقاء عام يبث على كل القنوات الإسلامية

ويسالوني هذا السؤال الذي عجز عن اجابته الكثير
وهو ......
س/ ما سبب كثرة الحوادث وزيادة الزعل بين البشر والمضاربات قبل غروب الشمس في رمضان بالذات .!!



ما راح اقول ان فسيولجية الجسم تحتم على الصائم في ذلك الوقت ان يرتفع لديه هرمون الس دي اي في الدم وهو ما يجعله عصبي المزاج في ذلك الوقت

لان هذا الكلام اصبح مستهلك ...ولن تصدقوه

الاجابة بسيطه رغم كثرة الأبحاث والمنتديات في هذا الشأن ...الا ان الاجابة هي


كل فرد يرتفع عنده الحماقة والزعل في ذلك الوقت
بسبب انه يريد ان يكون جالس على سفرة الفطور قبل الاذان مع اسرته ...ليشعر باحساس الصيام .

ولن يهنأ له بال ..ان افطر في غير المكان المعتاد عليه ...

عرفتوا الاجابة اذن هي عادة ...تجعل الفرد يشيط غضبا على الاخرين قبل حلول الفطور ...ليتسنى له اللحاق بالسفرة التي أعدته له ام العيال ..

لو عرفنا السبب ...لم نرى اي مشاكل او مشاحنات قبل النداء بموعد الفطور ..



المشكلة الصعبه
لو سألني المذيع وقال ..ماالحل !!!!!

لن تجدوا حل مثلي يساعد في اختفاء تلك الظاهره
ولكن ساكشف الحل ..وأمري الى الله
ساقول لكم مستعينا بالله وهو انه
اي شخص تكثر مشاويرة قبل موعد الافطار لشراء الاغراض ..
عليه ان يشتري سياره ونيت صندوق
وياخذ حرمته واواولاده معاه
ويفرشوا السفره في الصندوق ..تاهبا لأي تاخر
واذا اذن وهو في ذلك الزحام ..ماعليه الا ان يترجل من السيارة ويركب الصندوق للونيت ويفطر مع زوطته وعياله ...وبذلك نسلم من تلك المشاحنات التي اعتدنا علي مشاهدتها قبل موعد الافطار .

ادري ان المشاهدات للبرنامج ستفوق المعقول
ويمكن اكون في هاشتاق ترند للوصفة السحرية والحل الأمثل لتلك المعضلة

ويمكن يشوفون رأيي في حل القضية الفلسطينية


رمضان يجمعنا
وكل عام وانتم بخير




قديم 03-06-2017, 06:09 AM
  المشاركه #2551
ابو مشعل
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 6,040
 




في مرحلة ما
لن تحتاج الى من يهتم بك بقدر ما ستحتاج الى من يتحملك .


-------------------------


لا شيء في الحياة أجمل من قلب يكتفي بك .









قديم 14-06-2017, 02:17 PM
  المشاركه #2552
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 2,432
 



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضمى المشاعر

في مرحلة ما
لن تحتاج الى من يهتم بك بقدر ما ستحتاج الى من يتحملك .


-------------------------


لا شيء في الحياة أجمل من قلب يكتفي بك .








‏قد تكون الحروف (ب ل س ماً ) نبعثه لمن نشتاق إليهم .. لكنها ليست بديلاً عن رؤيتهم


.....




قديم 28-06-2017, 12:55 AM
  المشاركه #2553
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 2,432
 



كل الاعذار كااااذبة ياصديقي

من يريد ..... يستطيع .


..




قديم 28-06-2017, 12:56 AM
  المشاركه #2554
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 2,432
 



كانت جميلة ...وتملك وجها
يشبه صلوات ....الخاشعين




...




قديم 28-06-2017, 12:58 AM
  المشاركه #2555
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 2,432
 



انتهت المصلحة

واختفى بعض ... الأصدقاء


..




قديم 28-06-2017, 01:02 AM
  المشاركه #2556
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 2,432
 



علمته العزف ...فغنى على فراقي


..







الكلمات الدلالية (Tags)

من

,

اشـــــــــــــــــياء

,

شــــــــــــــيءُ



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



05:24 PM