logo



أدوات الموضوع
قديم 27-05-2016, 11:56 PM
  المشاركه #1
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 40,145
 




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك .. ردد .. معــي ..
ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور

ان من الإيمان بالله التفكر في خلق السموات والأرض، قال تعالى : ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾

والإيمان بالله مبنيّ على التعظيم والإجلال له عزّ وجلّ، قال تعالى: (تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) قال المفسرون: "يتشقّقن مِن عظمةِ الله عزّ وجلّ".
وحدثناالقرآن عن تقلب الليل والنهار، إنها تستحق التفكر طويلاً، لنقرأ :

قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَآءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴿٧١﴾ قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٧٢﴾ وَمِن رَّحْمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا۟ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا۟ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

البغوى : قل ارايتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامه من اله غير الله ياتيكم بضياء افلا تسمعون قوله عز وجل قل ارايتم اخبروني يا اهل مكه ان جعل الله عليكم الليل سرمدا دائما الى يوم القيامه لا نهار معه من اله غير الله ياتيكم بضياء بنهار تطلبون فيه المعيشه
افلا تسمعون سماع فهم وقبول

مِن رَّحْمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

ابن كثير : أي : بكم ( جعل لكم الليل والنهار ) أي : خلق هذا وهذا ( لتسكنوا فيه ) أي : في الليل ،
( ولتبتغوا من فضله ) أي : في النهار بالأسفار والترحال ، والحركات والأشغال ، .
وقوله : ( ولعلكم تشكرون ) أي : تشكرون الله بأنواع العبادات في الليل والنهار ،
ومن فاته شيء بالليل استدركه بالنهار ، أو بالنهار استدركه بالليل ، كما قال تعالى : ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ) [ الفرقان : 62 ] . والآيات في هذا كثيرة .

كيف نجاوب من سألنا عن كروية الأرض من الدين؟
ج: الشيخ بن عثيمين : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين نجيب من سألنا عن كروية الأرض من الدين بأن الأرض كروية بدلالة القرآن والواقع وكلام أهل العلم أما دلالة القرآن فإن الله تعالى يقول (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) والتكوير جعل الشيء كالكور مثل كور العمامة ومن المعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض وهذا يقتضي أن تكون الأرض كروية لأنك إذا كورت شيء على شيء وكانت الأرض هي التي يتكور عليها هذا الأمر لزم أن تكون الأرض التي يتكور عليها هذا الشيء كروية وأما دلالة الواقع فإن هذا قد ثبت فإن الرجل إذا طار من جدة مثلاً متجهاً إلي الغرب خرج إلي جدة من الناحية الشرقية إذا كان على خط مستقيم وهذا شيء لا يختلف فيه اثنان وأما كلام أهل العلم فإنهم ذكروا أنه لو مات رجل بالمشرق عند غروب الشمس ومات آخر بالمغرب عند غروب الشمس وبينهما مسافة فإن من مات بالمغرب عند غروب الشمس يرث من مات بالمشرق عند غروب الشمس إذا كان من ورثته فدل هذا على أن الأرض كروية لأنها لو كانت الأرض سطحية لزم أن يكون غروب الشمس عنها من جميع الجهات في آن واحد وإذا تقرر ذلك فإنه لا يمكن لأحد إنكاره ولا يشكل على هذا قوله تعالى (أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت وإلي السماء كيف رفعت وإلي الجبال كيف نصبت وإلي الأرض كيف سطحت) لأن الأرض كبيرة الحجم وظهور كرويتها لا يكون في المسافات القريبة فهي بحسب النظر مسطحة سطح لا تجد فيها شيئاً يوجب القلق على السكون عليها ولا ينافي ذلك أن تكون كروية لأن جسمها كبير جداً ولكن مع هذا ذكروا أنها ليست كروية متساوية الأطراف بل إنها منبعجة نحو الشمال والجنوب فهم يقولون إنها بيضاوية أي على شكل البيضة في أنبعاجها شمالاً وجنوباً.

الليل يسبح في الفضاء
الليل والنهار يتحركان بنفس السرعة ويسبحان حول الأرض نتيجة لدورانها حول نفسها. يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 33]، تأملوا عبارة (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فكما أن الشمس لها فلك خاص تسبح فيه، وكذلك القمر، هناك حركة مستمرة ومنتظمة لليل والنهار، وهذه الحركة دليل على كروية الأرض.
ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور

الليل يحيط بالنهار بشكل دائري

إن منطقة التداخل ليست مستقيمة أو متعرجة، بل على شكل دائرة تحيط بالكرة الأرضية. وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [الزمر: 5]. فكلمة (يُكَوِّرُ) تعني أنه يدخل الليل في النهار بشكل دائري يشبه الكرة. وهذه الآية دليل على كروية الأرض أيضاً.
ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور

الليل يتحرك باتجاه الغرب (اليسار) ويحيط بالنهار من كل جانب على طول هذه الدائرة، ويظهر وكأنه يسابقه ويلاحقه، أما في الجانب الآخر من الصورة فإن العكس يحدث، حيث يتحرك النهار ويحاول ملاحقة الليل ويلف حوله على طول الخط الفاصل بين الليل والنهار، وتتكرر هذه العملية باستمرار.
المنطقة الفاصلة بين الليل والنهار
إن المنطقة التي تتوسط الليل والنهار تظهر بالصور وكأنها خيط رفيع يفصل بين الظلام والنور كما نرى. يقول تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة: 187]. هذه الآية تتحدث عن وجود منطقة فاصلة بين الليل والنهار والفجر في وسطها، تأملوا معي هذه الصورة الرائعة لليل والنهار:
ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور
الوجه الذي أمامنا نرى فيه خطاً فاصلاً بين الليل النهار، هذا الخط يحيط بالكرة الأرضية ويمر من القطبين، في هذه المنطقة حيث يتداخل الليل مع النهار هناك حدّ رفيع يفصل بين الظلام والنور.
ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور

ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور
ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور

ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور
ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور

القيام بالليل والوضوء والصلاة والتفكر بالكون وتلاوة القرآن.. تطيل العمر وتقي من الأزمات القلبية..
دعونا نتأمل....

ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور

قال تعالى : هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَاء وَٱلْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسّنِينَ وَٱلْحِسَابَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقّ يُفَصّلُ ٱلآيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [يونس:5]

هذه ـ عبادَ الله ـ بعضُ عظمتِه سبحانه مما تتحمّله العقول، وإلاّ فعظمة الله وجلاله أجلّ من أن يحيطَ بها عقل، فمَن هذا بعضُ عظمته كيفَ يجعل في رتبتِه مخلوق لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا؟! والذين لا يقدّرون اللهَ حقَّ قدره, ولا يعظّمونه حقَّ عظمته, تصاب نفوسهم بالوهَن, وتمتلئ قلوبهم برهبةِ البشر والهزيمة النفسيّة التي تظلّ تلاحقهم مهما أوتوا من قوّة ونالوا من عدّةٍ وعدد. والهزيمة النفسيّة هي من أنكى الهزائم وأشدِّها خطرًا على مستقبَل الأمة, قال تعالى: وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [آل عمران:139].
قال بعضهم "من إمارات المعرفة بالله: حصول الهيبة منه، فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته" [مدراج السالكين
اللَّهُمَّ أعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ
لاتنسونا من الدعاء

ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون) صور

الموضوع الأصلي : اضغط هنا    ||   المصدر :

ساحات الهوامير المفتوحة

 
 
قديم 28-05-2016, 12:03 AM
  المشاركه #2
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 40,145
 



رد: ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون)
رد: ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون)
رد: ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون)






قديم 28-05-2016, 12:16 AM
  المشاركه #3
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 40,145
 




رد: ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون)
الآيات التي ذكرت اختلاف الليل عن النهار، فنذكر منها
قول الله تعالى:( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) [البقرة: 164]، ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ ) [ آل عمران:190]،( إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ )[ يونس:6] .

وأما الآيات التي ذكرت عملية الإيلاج أى: إدخال الشيء في غيره،
فمنها:( تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [آل عمران:27]،

( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )[ الحج:61]،( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [ [ لقمان:29]، ] يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ) [فاطر:13].

وأما الآيات التي ذكرت الإغشاء ( أى : التغطية)،
فمنها قول الله تعالى:( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [ الأعراف: 54]، (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) [ الرعد:3].

وأما الآيات التي ذكرت خلفة الليل للنهار وخلفة النهار لليل،
فمنها قول الله تعالى :( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ) [ الفرقان:62].

وأما الآيات التي ذكرت التقليب والتقدير،
فمنها: ( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ) [النور: 44]، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ) [ المزمل:20] .

وأما الآيات التي ذكرت تعاقب الليل والنهار،
فمنها قول الله تعالى: ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) [ يس:40].

وأما الآيات التي ذكرت انسلاخ النهار من الليل (بمعنى فصله وكشفه)،
فمنها قول الله تعالى : ( وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ)[ يس:37].

وأما الآيات التي ذكرت التكوير ( بمعنى اللف والدوران أو إدخال هذا في ذاك)،
فمنها قول الله تعالى: ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) [الزمر:5].

وأما الآيات التي ذكرت غطاش الليل (أى : ظلمته)، ومناشط الناس نهاراً وهجوعهم ليلا،
فمنها قول الله تعالى:
( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا )[ النازعات: 29]، (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ )[ يوسف: 67]، ( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) [ النمل: 86]، ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ) [ غافر:61].

رد: ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون)




قديم 28-05-2016, 12:54 AM
  المشاركه #4
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 2,896
 



سبحان الله الحي القيوم



قديم 28-05-2016, 04:23 AM
  المشاركه #5
كاتب قدير
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 159,313
 



سبحان الله



قديم 27-07-2016, 10:20 PM
  المشاركه #6
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 40,145
 



جزاكم الله خيرا




قديم 27-07-2016, 10:24 PM
  المشاركه #7
مشرف منتديات هوامير
أبومشاري
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 18,137
 



سبحانك ربي ما أعظمك
جزاك الله خيراً أخي الخروج من الهم




قديم 27-07-2016, 10:25 PM
  المشاركه #8
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 31,530
 



جوزيت خيرا يا اخي



قديم 27-07-2016, 11:15 PM
  المشاركه #9
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 40,145
 



بارك الله فيكم




قديم 27-07-2016, 11:16 PM
  المشاركه #10
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 40,145
 



رد: ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون)
سئل: هل خلق الله السمـوات والأرض قبـل اللـيل والنهـار؟ ابن تيمية

السؤال: سئل رحمه الله :‏ هل خلق الله السمـوات والأرض قبـل اللـيل والنهـار أم لا؟

الإجابة: الحمد لله، الليل والنهار الذي هو حاصل بالشمس هو تبع للسموات والأرض، لم يخلق هذا الليل وهذا النهار قبل هذه السموات والأرض، بل خلق هذا الليل وهذا النهار تبعًا لهذه السموات والأرض، فإن الله إذا أطلع الشمس حصل النهار وإذا غابت حصل الليل، فالنهار بظهورها والليل بغروبها، فكيف يكون هذا الليل وهذا النهار قبل الشمس، والشمس والقمر مخلوقان مع السموات والأرض.‏

وقد قال تعالى :‏‏{‏‏وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأنبياء:‏33‏]‏ وقال تعالى:‏ ‏{‏‏لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}‏‏ ‏[‏يس:‏40‏]‏.‏

قال ابن عباس وغيره من السلف:‏ في فلكة مثل فلكة المغزل.‏

فقد أخبر تعالى أن الليل والنهار والشمس والقمر، في الفلك، والفلك هو السموات عند أكثرالعلماء، بدليل أن الله ذكر في هاتين الآيتين أن الشمس والقمر في الفلك، وقال في موضع آخر:‏ ‏{‏‏أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}‏‏ ‏[‏نوح:‏15- 16‏]‏، فأخبر أنه جعل الشمس والقمر في السموات.‏

وقال تعالى:‏ ‏{‏‏الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأنعام:‏1‏]‏، بين أنه خلق السموات والأرض، وأنه خلق الظلمات والنور؛ لأن الجعل هو التصيير، يقال :‏ جعل كذا إذا صيره.‏

فذكرأنه خلق السموات والأرض، وأنه جعل الظلمات والنور، لأن الظلمات والنور مجعولة من الشمس والقمر، المخلوقة في السموات، وليس الظلمات والنور والليل والنهار جسمًا قائمًا بنفسه، ولكنه صفة وعرض قائم بغيره، فالنور :‏ هو شعاع الشمس وضوءها الذي ينشره الله في الهواء، وعلى الأرض.‏

وأما الظلمة في الليل فقد قيل:‏ هي كذلك، وقيل:‏ هي أمر وجودي، فهذا الليل وهذا النهار اللذان يختلفان علينا، اللذان يولج الله أحدهما في الآخر، فيولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، ويخلف أحدهما الآخر، يتعاقبان كما قال تعالى :‏‏{‏‏إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ‏}‏‏ ‏[‏آل عمران:‏190‏]‏، وقال تعالى:‏‏{‏‏لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ‏}‏‏ ‏[‏يس:‏04‏]‏.‏

بين سبحانه أنه جعل لكل شيء قدرًا واحدًا لا يتعداه.‏

فالشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر وتلحقه، بل لها مجري قدره الله لها، وللقمر مجرى قدره الله له، كما قال تعالى:‏‏{‏‏وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ‏}‏‏ ‏[‏يس:‏37ـ40‏]‏.‏

أي لا يفوته ويتقدم أمامه حتى يكون بينهما برزخ، بل هو متصل به، لا هذا ينفصل عن هذا ولا هذا ينفصل عن هذا، ‏{‏‏كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}‏‏ .‏

فالمقصود أن هذا الليل وهذا النهار جعلهما الله تبعًا لهذه السموات والأرض، ولكن كان قبل أن يخلق الله هذه السموات وهذه الأرض، وهذا النهار كان العرش على الماء، كما قال تعالى:‏‏{‏‏وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء}‏‏ ‏[‏هود:‏7‏]‏.‏

وخلق الله من بخار ذلك الماء هذه السموات، وهو الدخان المذكور في قوله تعالى :‏ ‏{‏‏ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ‏}‏‏ ‏[‏فصلت :‏11- 12‏]‏.‏

وذلك لما كان الماء غامرًا لتربة الأرض، وكانت الريح تهب على ذلك الماء، فخلق الله هذه السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش، فتلك الأيام التي خلق الله تعالى فيها هذه .‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - الجزء السادس.






قديم 27-07-2016, 11:33 PM
  المشاركه #11
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 40,145
 




رد: ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون)
القول في الليل والنهار أيّهما خلق قبل صاحبه


قد ذكرنا ما خلق الله تعالى من الأشياء قبل خلق الأوقات، وأن الأزمنة والأوقات إنما هي ساعات الليل والنهار، وأن ذلك إنما هو قطع الشمس والقمر درجات الفلك.
فلنذكر الآن بأيّ ذلك كان الابتداء، أبالليل أم بالنهار؟
فإن العلماء اختلفوا في ذلك، فإن بعضهم يقول: إنّ الليل خُلق قبل النهار؛ ويستدلّ على ذلك بأن النهار من نور الشمس فإذا غابت الشمس جاء الليل فبان بذلك أن النهار، وهو النور، وارد على الظلمة التي هي الليل، وإذا لم يرد نور الشمس كان الليل ثابتاً، فدّلّ ذلك على أنّ الليل هو الأوّل؛
وهذا قول ابن عباس.
وقال آخرون: كان النهار قبل الليل، واستدلّوا بأن الله تعالى كان ولا شيء معه، ولا ليل ولا نهار، وأن نوره كان يضيءُ به كل شيء خلقه حتى خلق الليل.
قال ابن مسعود: إن ربكم ليس عنده ليلٌ ولا نهار، نور السموات من نور وجهه.
قال أبو جعفر: والأوّل أولى بالصواب للعلة المذكورة أوّلاً، ولقوله تعالى: {أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها} 79: 27- 29 فبدأ بالليل قبل النهار.





قديم 27-07-2016, 11:40 PM
  المشاركه #12
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 40,145
 




رد: ماذا لو كنا في نهار دائم أو ليل دائم؟إنها رحمة الله تعالى بالناس >(ولعلكم تشكرون)
كيف يستفيد الإنسان من تقلب الليل والنهار ؟

س : فضيلة الشيخ : كيف يستفيد الإنسان من تقلب الليل والنهار، وتعاقب الشمس والقمر ؟ .
الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : قال تعالى : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأولِي الأَلْبَابِ ) [آل عمران/190] وقال تعالى : ( إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ والأرض لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ) [يونس/6] وقال تعالى : (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأولِي الأبْصَارِ) [النور/44] .
ففي هذه الآيات الكريمات يخبر الله تعالى عن الآيات الكونية الدالة على كمال علمه وقدرته ، وتمام حكمته ورحمته ، ومن ذلك إختلاف الليل والنهار ، وذلك بتعاقبهما ، وإختلافهما بالطول والقصر ، والحر والبرد والتوسط ، وما في ذلك من المصالح العظيمة لكل ما على الأرض ، وكل ذلك من نعم الله تعالى ورحمته بخلقه ، الذي لا يدركه إلا أصحاب العقول السليمة والبصائر النَّيِّرة ، الذين يدركون حكمة الله تعالى في خلق الليل والنهار والشمس والقمر ، ويدركون ما في تعاقب الشهور والأعوام ، وتوالي الليالي والأيام .
والله تعالى جعل الليل والنهار خزائن للأعمال ، ومراحل للآجال ،
إذا ذهب أحدهما خلفه الآخر ، لإنهاض همم العاملين إلى الخيرات ، وتنشيطهم على الطاعات ، فمن فاته الورد بالليل إستدركه بالنهار ، ومن فاته بالنهار إستدركه بالليل ، قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) [الفرقان/62] .
وينبغي للمؤمن أن يأخذ العبرة من مرور الليالي والأيام ، فإن الليل والنهار يبليان كل جديد ، ويقرِّبان كل بعيد ، ويطويان الأعمار ، ويشيِّبان الصغار ، ويفنيان الكبار ، وكل يوم يمر بالإنسان فإنه يبعده من الدنيا ويقرِّبه من الآخرة .
فالسعيد - والله - من حاسب نفسه ، وتفكر في إنقضاء عمره ، وإستفاد من وقته فيما ينفعه في دينه ودنياه ، ومن غفل عن نفسه تصرَّمت أوقاته ، وعَظُمَ فواته ، وإشتدت حسراته ،
نعوذ بالله من التفريط والتسويف .
ونحن في هذه الأيام نودِّع عاماً ماضياً شهيداً ، ونستقبل عاماً مقبلاً جديداً ، فعلينا أن نحاسب أنفسنا ، فمن كان مفرطاً في شيء من الواجبات فعليه أن يتوب ويتدارك ما فات ، وإن كان ظالماً لنفسه بإرتكاب ما نهى الله ورسوله عنه ، فعليه أن يقلع قبل حلول الأجل ، ومَنْ منَّ الله عليه بالإستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات إلى الممات .
وليست هذه المحاسبة مقصورة على هذه الأيام ، بل هي مطلوبة كل وقت وأوان فمن لازَمَ محاسبة النفس إستقامت أحواله ، وصلحت أعماله ، ومن غفل عن ذلك ساءت أحواله ، وفسدت أعماله .
ومما يؤسف عليه أن كثيراً من الناس إذا بدأ العام يَعِدُ نفسه بالجد والعزيمة الصادقة لإصلاح حاله ، ثم يمضي عليه اليوم بعد الأيام والشهر بعد الشهور ، وينقضي العام وحاله لم يتغير ، فلم يزدد من الخيرات ولم يتب من السيئات ، وهذه علامة الخيبة والخسران .
اللهم إجعل خير أعمالنا خواتمها ، وخير أعمارنا آخرها ، وخير أيامنا يوم لقائك ، اللهم أعزَّ المسلمين بطاعتك ، ولا تذلهم بمعصيتك ، اللهم اجعل عامنا هذا وما بعده عام أمن وعزٍّ ونصر للإسلام والمسلمين ، وأسبغ علينا نعمك ، وارزقنا شكرها ، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد .
http://islamlight.net/alfuzan/index.php?option=com_ftawa2&task=view&id=1685







الكلمات الدلالية (Tags)

لو

,

ليل

,

مو

,

ماذا

,

نهار

,

الله

,

بالناس

,

تشكرون

,

تعالى

,

دائم

,

دائم؟إنها

,

رحمة

,

صور

,

كنا

,

في




تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



07:55 PM