اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نؤطه
عندي كم سؤال
لكن عقلية القارئ لا تقبل الطرح
لكن نبي موضوع يتمحور حول سؤال وهو كيف نعبد الله ؟ وبالتالي كيف نستعين به ؟
( اياك نعبد واياك نستعين ) 👌
منقول من موقع الشيخ إبن باز رحمه الله بالتفصيل
فإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، يقول الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل[4] فقوله: إياك نعبد، حق الله؛ فإن حق الله على عباده أن يعبدوه، وإياك نستعين حق للعبد أن يستعين بالله في كل شيء، يقول الله جل وعلا: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، حق الله عليهم أن يعبدوه، وفي الحديث الصحيح يقول الرسول ﷺ: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا[5]. هذا حق الله على العباد؛ أن يعبدوه بطاعة أوامره وترك نواهيه، ويحذروا الشرك به .
وتقدم في الدرس الماضي: أن أصل هذه العبادة وأساسها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، هذا أصل العبادة وأساس العبادة: توحيد الله والإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام.
فأعظم العبادة وأهمها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فعلى كل مكلف أن يتعبد عن علم ويقين، وصدق إنه لا إله إلا الله، والمعنى: لا معبود حق إلا الله، كما قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]. وعليه أن يشهد عن علم ويقين وصدق، أن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب هو رسول الله حقًا إلى جميع الثقلين -الجن والإنس- وهو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، كما قال الله : قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158]، وقال تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]، فعلى كل إنسان وعلى كل مكلف من الجن والإنس أن يعبد الله وحده؛ هذا حق الله على عباده.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]: يجب على جميع الثقلين -جنهم وإنسهم، ذكورهم وإناثهم، عربهم وعجمهم، أغنياؤهم وفقراؤهم، ملوكهم وعامتهم- عليهم جميعًا أن يعبدوا الله بأداء ما فرض وترك ما حرم، وعليهم أن يخصوه بالعبادة دون كل ما سواه، قال تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163]، وقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [البينة:5]، وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ؛ يعني: أمر بك وأوصى ربك أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء:23]. وفي هذه السورة يقول جل وعلا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، يعلمنا أن نقول: إياك نعبد وإياك نستعين، هذا حقه جل وعلا إياك نعبد؛ يعني: وحدك بدعائنا وخوفنا ورجائنا وصومنا وصلاتنا وذبحنا ونذرنا، وغير هذا من العبادات كلٌ لله وحده، كما قال جل وعلا: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62]. فالذين يتقربون إلى الأصنام أو إلى الأموات من الأولياء وغيرهم بالدعاء أو الرجاء، أو الذبح أو النذر أو الاستغاثة، قد عبدوا مع الله غيره، وقد أشركوا بالله غيره، ونقضوا قول: لا إله إلا الله، وخالفوا قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، فالعبادة حق الله، ليس لأحد فيها نصيب.
فالواجب على كل مكلف أن يعبد الله وحده، والواجب على كل من لديه علم أن يعلِّم الناس وأن يرشد الناس وأن يعلم أهله ومن حوله، وأن يرشد الناس إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6]. فعلى جميع المكلفين أن يعبدوا الله، وأن يخصوه بالعبادة؛ بدعائهم وذبحهم ونذرهم وصلاتهم وصومهم وغير هذا من العبادة. وبهذا نعلم أن ما يفعله بعض الجهلة عند القبور -قبور الصالحين، أو من يزعم أنهم صالحون- من دعائهم، أو الاستغاثة بهم أو النذر لهم، أن هذا هو الشرك الأكبر، وهذا دين الجاهلية، ويجب الحذر من ذلك.
وهكذا البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها هو من وسائل الشرك، وهو من عمل اليهود والنصارى؛ فيجب الحذر من ذلك. يقول النبي ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[6]. فالواجب عليك -يا عبدالله- وعليك -يا أمة الله- الانتباه لهذا الأمر، والعلم بهذا الأمر، وأن العبادة حق الله وحده، ليس لأحد فيها نصيب. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ؛ هذا حق الله أن نعبده وحده، وأن نستعين به وحده؛ فلا يجوز أن يدعى مع الله سبحانه إله آخر؛ لا نبي ولا غيره -لا محمد ﷺ ولا غيره، ولا البدوي ولا الحسين ولا علي ولا غير ذلك- العبادة حق الله وحده ليس لأحد فيها نصيب، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ، يخاطب نبيه محمدًا ﷺ: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65].
سيد الخلق لو أشرك بالله لحبط عمله، فكيف بغيره؟ وقد عصمه الله من ذلك وحفظه، وقال تعالى: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72].
فالشرك هو أعظم الذنوب وأسوأها وأخطرها؛ فالواجب الحذر منه ومن وسائله، يقول الله سبحانه: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء [النساء:116]. من مات على التوحيد والإخلاص لله والإسلام فهو من أهل الجنة. لكن إن كانت له ذنوب وسيئات فهو على خطر؛ قد يغفر له وقد لا يغفر له، وقد يعذَّب بمعاصيه؛ ولهذا قال سبحانه: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء؛ فإذا مات على شرب الخمر، أو على عقوق الوالدين أو أحدهما، أو على أكل الربا، أو على ظلم الناس، فهو على خطر عظيم من دخول النار، وقد يغفر له وقد لا يغفر، إلا أن يتوب قبل موته توبة صادقة؛ فمن تاب، تاب الله عليه.
وقد دلت السنة المتواترة عن رسول الله ﷺ أن كثيرًا من العصاة يعذبون في النار على قدر معاصيهم ولا يغفر لهم، وثبت عنه ﷺ أنه يشفع في جماعة من العصاة، فيحد الله له حدًا فيخرجهم من النار، ثم يشفع فيحد الله له حدًا فيخرجهم من النار، ثم يشفع فيحد الله له حدًا فيخرجهم من النار ثم يشفع فيحد الله له حدًا فيخرجهم من النار التي دخلوها بذنوبهم، ويبقى في النار بقايا من أهل التوحيد دخلوا النار بمعاصيهم، فيخرجهم الله من النار بفضله ورحمته جل وعلا.
فاتق الله -يا عبدالله- واحذر السيئات، احذر المعاصي كلها، والزم التوبة دائمًا لعلك تنجو: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء.
فأنت على خطر إذا مت على معصية؛ على الربا، على الزنا، على العقوق، على شرب المسكر، على ظلم الناس والعدوان عليهم، على الغيبة والنميمة، فأنت على خطر؛ فحاسب نفسك، وجاهد نفسك، وبادر بالتوبة قبل أن يهجم الأجل. واعرف معنى قوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، وأن الواجب عليك أن تخص الله بالعبادة دون كل ما سواه؛ فهو المستحق لأن يعبد؛ فهو الذي يدعى ويرجى ويخاف ويتقرب إليه بالصلاة والصوم والحج والنذر والذبح وغير ذلك، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي؛ يعني: ذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163]، وقال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2]، وقال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، وقال سبحانه: وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117]، وقال جل وعلا: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ [فاطر:13]جميع من يدعوه الناس من دون الله ما يملكون من قطمير؛ وهو: اللفافة التي على النواة إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:14].
فالواجب: الحذر من دعاء غير الله أو الشرك بالله، والواجب: توجيه القلوب إلى الله ، وإخلاص العمل لله وحده في صلاتك وصومك وسائر عباداتك. فقوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، يقول الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. إِيَّاكَ نَعْبُدُ حق الله وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ حق العبد، وحاجة العبد، عليه أن يستعين بالله في كل شيء، وفي حديث ابن عباس يقول النبي ﷺ: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله[7].
فالعبد في غاية الفقر والحاجة إلى الله فعليه أن يستعين بربه في كل شيء، وعليه أن يسأله حاجته يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ [فاطر:15، 16].
فأنت في أشد الضرورة إلى ربك؛ فاضرع إليه واسأله حاجاتك، واحذر الشرك به.
خص ربك بالعبادة، واحذر أن تشرك بالله شيئًا؛ لا في ذبحك ولا في نذرك ولا في صومك ولا في صلاتك ولا في دعائك، ولا في غير ذلك؛ فالعبادة حق الله يجب إخلاصها لله وحده. وإياك أن تغتر بما فعله الجهال في كثير من البلدان؛ من العكوف على القبور، ودعاء أصحابها والاستغاثة بها؛ هذا هو الشرك الذي نهى الله عنه، وهو الذي بعث الله الرسل بإنكاره وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل:36]، بعث الله الرسل جميعًا بإنكار الشرك، والدعوة إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له جل وعلا.
فاحذر يا عبدالله أن تقع فيما وقع فيه المشركون؛ من عبادة أصحاب القبور أو الأشجار أو الأصنام أو الكواكب أو الجن، كل ذلك شرك به.
فمن دعا الجن من دون الله أو دعا الكواكب أو الأصنام، أو استغاث بالأموات، أو بالغائبين فقد أشرك بالله، ووقع في قوله جل وعلا: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72].
ثم احذر -أيضًا- من وسائل الشرك؛ كالصلاة عند القبور، واتخاذ المساجد عليها، واتخاذ القباب عليها؛ كل هذا من وسائل الشرك؛ ولهذا قال ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، قالت عائشة رضي الله عنها: "يحذر ما صنعوا"، قالت: ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يُتخذ مسجدًا. ولما قيل له عن كنائس النصارى وما يفعلون فيها، قال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله[8]. فبين أن من اتخذ المساجد على القبور والصور على القبور، أنهم شرار الخلق عند الله.
فالواجب الحذر من هذه الأعمال السيئة من أعمال اليهود والنصارى والمشركين، ويجب أن تخص الله بالعبادة أينما كنت؛ تعبده وحده بدعائك وخوفك ورجائك وصلاتك وصومك وذبحك ونذرك وغيره، كله لله وحده وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا [النساء:36] ويقول سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [البينة:5] قال تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2، 3]. ثم
كلام جميل للصحابي معاذ بن جبل رضي الله عن كيفية النجاة من الفتن يقول فيه
(( ليتني أعرف أقواما من اهل ذلك الزمان (( يقصد آخر الزمان ووقت الفتن )) لأخبرهم كيف ينجون من الفتن وعندما سئل عن ذلك أجاب ببساطة
إن ما أنت عليه هو الصواب والقادم عليك فتنة فتمسك بما انت عليه وأترك القادم إليك وتجنبه فهو الفتنة
هذا مجمل كلامه رضي الله عنه وفيه النجاة بعد الله من الفتن ))