logo

قديم 21-07-2018, 07:07 PM
  المشاركه #1
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 29,201
 




يقول أحد الشيوخ: في سنة 1994 مَرضتْ ابنتي وكان عمرها أربعة عشر عامًا
فوجهني الأطباء لنقلها إلى مستشفى عين النعجة بالجزائر العاصمة اتكلت على الله
وسافرت إلى العاصمة وصلت إلى المستشفى
باحطاب ( قصة رائعة ومؤثرة جدا في فعل الخير )
سألت عن الجناح المقصود فوجدته بعيدًا ولم أكن أعلم أن المستشفى كبير لهذه
الدرجة مدينة طبية متكاملة يسير فيها الراكب بسيارته، فكيف بشيخ مثلي

مشيت قليلا ولم أجد من يساعدني فتَعَبَ الشيخوخة
وتَعَبَ السفر وتَعَبَ الحاجة وتَعَبَ المرض الذي ألَمَّ بابنتي جميعها ابتلاءات أرهقتني
جلست لأستريح في مكان مخصص لركن السيارات
وكُنت بين الفينة والأخرى أذرف الدمع وأتوارى عن ابنتي وعن الناس كي لا يرونني
باكيًا وبينما أنا كذلك وإذا بسيارة فاخرة تركن بجواري خرج منها شاب طويل القامة
بهي المُحَيَّا يرتدي مئزرا أبيضا شارته (بطاقته المهنية) تتدلى على صدره ثم توجه
نحوي وسألني عن حاجتي، فخنقتني العبرات ولم أقدر على الكلام سألني: يا عم هل
معك رسالة طبية أعطني بطاقة هويتك

يقول الشيخ: لمّا سَلَّمْتُ البطاقة للشاب راح
يتأملني من رأسي إلى أخمص قدمي وقد بدت عليه علامات الدهشة والاستغراب
ثم أرسل تنهيدة من أعماق جوفه وجلس بجانبي وراح يتفرس في ملامحي تارة
ويُقَبِّلُ جبيني تارة أخرى ولم يتمالك نفسه وذرفت عيناه
سألته: ما بك يا ولدي هل أصابك مكروه لا قدّر الله
قال: لا وإنما أشفقت لحالك ثم حَمَلَ ابنتي بين يديه وقال: تعال يا عم معي

دخل الشاب أروقة جناح طبي متخصص ووَضَعَ الطفلة على كرسي متحرك
باحطاب ( قصة رائعة ومؤثرة جدا في فعل الخير )
كان وأخذ يأمر وينهي والكل يُحيّيه تحية تقدير واحترام ويتودد إليه يبدوا أنه صاحب
مكانة وشأن في هذا المستشفى وراح يطوف بالبنت بين قاعة الاستعجالات ومخبر
التحاليل، وجناح التصوير بالأشعة وقسم التخدير والإنعاش والجراحة العامة وفي
حدود الساعة الرابعة صباحًا كانت البنت قد أُجرت لها عملية جراحة ناجحة واستعادت وعيها

حمدتُ الله وشكرتُ الشاب الذي كان لي ظهيرًا
وسندًا ومعينًا قلت له: سيبقى خيرك يطوق عنقي ما حييت فقد كان كل مَن في
المستشفى يخدمني خدمة استغربتُ من مستواها الراقي جدا ولم أسمع بها سوى في
مستشفيات الدول المتقدمة في هذا المجال

وبعد ثلاثة أيام أمرني الطبيب
باحطاب ( قصة رائعة ومؤثرة جدا في فعل الخير )
الذي أجرى العملية الجراحية لابنتي بمغادرة المستشفى فطلب مني صاحبي الذي
التقيته أول يوم أن تمكث الطفلة في بيته أسبوعًا آخر حتى تسترد عافيتها وتستكمل
نقاهتها لأن السفر متعب والمسافة بعيدة
استحييت من كرمه وخيره لكني استجبت له ومكثت في ضيافته سَبعة ليالٍ وكانت
زوجته تخدم ابنتي وكان هو وأولاده يترفقون بي وبابنتي ويعاملونني بمنتهى الرقة
واللطف والأدب

وفي الليلة السابعة لمّا وضعوا الطعام على المائدة
وتحلقوا للعَشاء امتنعت عن الطعام، وبقيت صامتًا لا أتكلم، قال لي الرجل: كُلْ يا
عم.كُلْ ما ألمَّ بك قلت وبصوت مرتفع ونبرة حادة: والله لن أذوق لكم طعاما إلا إذا
أخبرتموني مَن أنتم ومَن تكونون
أنتَ تخدمني طوال أسبوع كامل وأنا لا أعرفك تخدمني وتُبالغ في إكرامي وأنا لم
ألتقي بك سوى مرة واحدة في المستشفى مَن أنت

قال: يا عم كُلْ هيا كُلْ وبعد العشاء أخبرك قلت:
والله لن تدخل فمي لقمة واحدة ولن آكل طعامك إنْ لم تخبرني من أنت؟ ومن تكون
حاول الرجل التهرب من الجواب لكنه وأمام إصراري أطرق برأسه قليلا ثم قال بنبرة
خافتة: يا عم إن كنتَ تَذْكُر فأنا ذاك الطفل الذي أعطيته خمسة دنانير سنة 1964
عندما كنتُ أجلس خلفك في الحافلة أنا ابن فلان ابن فلان

آه تذكرت أنت ابن فلان من قريتنا نعم نعم
لقد تذكرت يومها كنت في الحافلة متجها من قريتنا الفلاحية إلى إحدى المدن القريبة
وكان يجلس خلفي صبيان عمرهما لا يتجاوز على ما يبدو سبعة أعوام سمعت
أحدهما يحدث الآخر قائلا له: هذا العام شحت السماء والخريف يوشك أن ينصرم
والأرض لا تُنبت شيئًا وأبي فلاح فقير ليس بيده ما ينفقه عليَّ ولذلك فأنا مضطر
لترك مقاعد الدراسة هذا العام
لمّا سمعت الطفلان يتحدثان عن الفقر والحرمان بهذا الوعي الذي لا يدركه إلا الكبار
تأثرت وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت

وعلى الفور أخرجت من جيبي خمسة دنانير
ونَاولتها للصبي
باحطاب ( قصة رائعة ومؤثرة جدا في فعل الخير )
وقلتُ له: خذ هذه الدنانير والمبلغ آنذاك يفي لشراء الأدوات المدرسية كلها رَفَضَ
الصبي أخذ الدنانير فقلت له: ولماذا يا ولدي قال: ربما يظن أبي أني سرقتها قالت:
قل له فلان بن فلان أعطاني إيّاها لشراء الأدوات المدرسية، فإن أباك يعرفني تمام
المعرفة
تهللت أسارير الطفل وتناول الدنانير الخمسة وابتسم ابتسامة الرضا والسرور ودسها
في جيبه
ونسيت من يومها هذا الموقف مع ذاك الصبي

قال الرجل: فأنا يا عم ذاك الصبي ولولا تلك
الدنانير الزهيدة لما أصبحت اليوم بروفيسورا في أكبر مستشفى بالجزائر
وها قد التقينا بعد أن منَّ الله علي بأعلى المراتب في أنبل وأشرف المهن فقد افترقنا
سنة 1964 وها نحن نلتقي سنة 1994 بعد 30 سنة بالتمام والكمال
والحمد لله أن قدرني لأرد لك بعض الجميل
يا عم الدنانير الخمسة التي أعطيتها لي صنعت مني بروفيسورا في الطب
يا عم والله لو أعطاني أحد كنوز الدنيا لما فرحت بها الآن كفرحي يومها بتلك الدنانير
الزهيدة
يا عم أفضالك عليَّ كبيرة.. والله مهما فعلت فلن أرد لك الجميل
فأسأل الله أن يجازيك خير الجزاء

باحطاب ( قصة رائعة ومؤثرة جدا في فعل الخير )
فأكثروا إخواني من فعل الخير ومساعدة
الآخرين والصدقة ولو بالقليل ففيها من البركة والخير الكثير في الدنيا والأجر الكبير
في الآخرة
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الحمد وله الملك وهو على
كل شئ قدير
باحطاب ( قصة رائعة ومؤثرة جدا في فعل الخير )

 
 
قديم 21-07-2018, 08:55 PM
  المشاركه #2
قلم هوامير المميز
مؤسسة مسابقة الملتقى
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 11,735
 



قصة جميله ومؤثره بنفس الوقت
فعل الخير لايضيع عند الله
الا مايجني الانسان ثمرته في الدنيا والاخره
الله يجعلنا من اهل فعل الخير






قديم 22-07-2018, 01:46 AM
  المشاركه #3
كاتب مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 29,201
 



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حرب تاج رأسي
قصة جميله ومؤثره بنفس الوقت
فعل الخير لايضيع عند الله
الا مايجني الانسان ثمرته في الدنيا والاخره
الله يجعلنا من اهل فعل الخير

اللهم امين يارب العالمين
الف شكر وتقدير لشخصك الكريم
علي مرورك وتنويرك متصفحي
ربي يسعدك
ويرزقك بالدارين وبر الوالدين







الكلمات الدلالية (Tags)

ومؤثرة

,

الخير

,

باحطاب

,

جدا

,

رائعة

,

فعل



أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



12:11 AM